صرح الوزير الأول، أحمد أويحيى ، أن ''خلاف الجزائر مع مصر لم تعد من أولويات السلطات العليا ولم يعد له أهمية، كما أن الحكومة مستعدة لعدم التحدث عن العلاقات هذه، لأن الأزمة القائمة هي بسبب مباراة واليوم المباراة أجريت، ولم يبق إلا آثارها''. وجاء تصريح، الوزير الأول، الذي خص به ''النهار'' أمس، على هامش أشغال اختتام الدورة الخريفية لمجلس الأمة، بعد بوادر الأزمة التي ما تزال تلقي بظلالها إلى غاية اليوم والتي كادت أن تؤدي إلى أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين، بسبب اللقاء الكروي الجامع بين محاربي الصحراء والمنتخب الفرعوني في إطار التأهل إلى مونديال 2010، حيث قال بصريح العبارة إن ''الحديث عن العلاقات بين الجزائر ومصر لم يعد مهما، المباراة أجريت، وما فائدة للسلطات الجزائرية عندما تتحدث على مشاكل كانت بسبب مبارا؟''. أما بخصوص، موقف الحكومة الجزائرية من غياب السفير المصري، عبد العزيز سيف النصر، إلى غاية اليوم، بعدما سحبته السلطات المصرية يوم ال20 نوفمبر المنصرم، رد الوزير الأول، مبتسما وبكل برودة ''إن السلطات الجزائرية لم تطرد السفير المصري ولم تهنه، ولا علاقة لها بغيابه عن منصبه كسفير معتمد بالجزائر''، وأضاف، أن ''غياب السفير المصري اليوم بالجزائر منذ أن تم سحبه يخص السلطات المصرية لوحدها التي لها كامل الحرية المطلقة في إعادته إلى منصبه من عدمها''. وقد عاد سفير الجزائر بمصر وممثلها الدائم بالجامعة العربية، عبد القادر حجار، إلى منصبه، منذ أكثر من أسبوع كامل، بعدما غادره يوم ال12 من شهر ديسمبر المنصرم، في إطار الدعوة التي تلقاها من قبل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني لالتزامات تتعلق بنشاط الحزب، حيث أفاد آنذاك بأن مهمته تحولت إلى شبه مغامرة في ظل التكالب الإعلامي الشرس الذي قادته مصر حكومة وشعبا على أبناء المليون ونصف المليون شهيد، كما أكد أيضا أن هناك سلسلة من المحظورات التي ما كان على الإعلام المصري الخوض فيها، لأنها أحدثت شرخا واسعا بين الشعبين والجرح لن يندمل، فيما شدد على أن الجزائر لن تعتذر لمصر، بحكم اعترافه بأن العلاقات بين الدول تحكمها مجموعة من المبادئ والأعراف، لا تمت صلة بالمشاعر.