تحية عطرة يا مدام نور، وسلام حار أما بعد: أود أن أستشيرك في مشكلة، تتعلّق بأختي الصغرى، التي تبلغ من العمر 23 سنة، تعرّفت منذ مدة على زميل لها، وارتبطت به عاطفيا، عندما علمت أنا ووالدتي، حاولنا معها بكل الطرق، من إقناع، ولين، إلى التهديد، كي تبتعد عنه دون جدوى، مستغلة انشغالنا في هذه الفترة، بمرض والدي، الذى توفاه الله بعد ذلك. في النهاية رضخت أمي لها، وبعدما تقدّم لخطبتها ووافقنا، وأقنعت بقية إخوتي، ولكن دون ترحيب من أي منا، لعدم التزامه بالمسؤولية والأخلاق، بعد 10 أشهر من الخطبة طلبت أختي فسخها، لكثرة المشاكل بينهما، وتأكدنا من عدم ملاءمته كزوج لها، من كافة الجوانب، فهو عصبي ومدلل، ولا يحفظ لها سرا. حاول أن يرجع مرة أخرى رفضنا بشدة، لكن المشكلة في أختي، التي ترغب في الرجوع إليه، وترفض أي عريس يتقدم لها، وأمي أقسمت ألا يتزوجها في حياتها أو بعد مماتها، ولكني علمت من أختى، أنها لا تزال على اتصال به، دون علم أي أحد، واستئمنتني أنا على ذلك، وأوضحت لي أنه تطور إلى الأحسن، ويحاول أن يرفع من شأنه. لقد طلبت منها أن تتوب هي وهو، عن علاقتهما السابقة، وأن تقطع أي علاقة معه، حتى يتقدم رسميا لها مرة أخرى، حتى يبارك الله في زواجهما إن عاد، وطلبت منها ألا يتقدّم حتى يكون مستعدا تماما لتكاليف الزواج، مع توضيحي إني غير مقتنعة به لصعوبة طباعه، التي لن تتغيّر. الآن لا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا غير مقتنعة به كزوج لأختي إطلاقا، وأشعر بتأنيب الضمير، لمعرفتى لهذا الأمر، وعدم إخباري لأمي أو لإخوتي؟ أشعر أني أشجّع أختي على تدمير حياتها ومستقبلها، وأني أخون ثقة أمي، التي تطلب منّي إقناعها بألا تفكر به مرة أخرى. كيف أتصرّف؟ مريم/شرشال الرد: ما الذي لم تفعليه وكان عليك فعله؟ لقد نصحت ووضحت وتفهمت، فلم يبق إلا أن تتحمل مسؤولية اختيارها، وأن تدعو لها، أن يقدر لها الله الخير، أما أن تظلين في حالة تأنيب ضمير، لمعرفتك بعلاقتها به فلا معنى له، فهي تتواصل معه بمعرفتك أو بدونها، وكل ما عليكم التشبث به هو الشروط التي يتطلبها الزواج، واتركي لها مساحة تحمل مسؤولية اختيارها، بدءا من كيفية إخبار الوالدة، بأنها لازالت على علاقة به، وتريد الرجوع إليه، مرورا بالدفاع عنه وعن تغيره، وانتهاء بالقرار التي ستأخذه تجاهه، فقط لا تتركي النصح بهدوء، وبعقل والدعاء لها. ردت نور