سلام الله عليكم أولا أبعث بخالص تحياتي لطاقم جريدة " النهار " خاصة لك أختي نور، فأنت شعاع أمل أتمنى ألا ينقطع عنا، أنا شابة من ولاية سطيف في الثلاثينات من عمري، ماكثة بالبيت توقفت عن الدراسة منذ أعوام، لكني على قدر من الثقافة والحمد لله، كوني من عائلة محترمة وتربية أهلي غرست في مبادئ سامية، فهم لا يسمحون لي بالخروج كثيرا من المنزل إلا للضرورة، والتصرف بكل احترام وأخلاق، خاصة أني الأخت الكبرى التي يفترض أن تكون القدوة الحسنة لمن هم أقل منها سنا، قبل سنوات تعرفت على شاب وسيم، كانت تبدو عليه ملامح رجل خلوق ومحترم، هو شقيق زميلة لي في الثانوية سابقا، فقد دعتني لحضور حفل زفاف أختها، فكانت فرصة للتعرف على أفراد عائلتها، يومها أخذت أختى الوسطى معي بسبب خجلي الكبير، عكس أختي التي تعرف كيف تتحدث إلى الناس، وتحب الاختلاط بهم، لما رآني شقيق صديقتي أعجب بي، من أول نظرة وأنا كذلك، كما أعجب أهله بي وبأخلاقي، لكن والدة صديقتي أعجبتها أختي أكثر، فأرادت التقدم لطلبها، وفعلا لما سمعنا أن أهل صديقتي قادمون من أجل الخطوبة، اعتقدت أن الأمر يخصني، لكني تفاجأت، عندما علمت أن صاحبة الشأن هي أختي الصغرى، شعرت بخيبة كبيرة، خاصة من طرف ذلك الشاب، الذي اعتقدت أنه يبادلني الإعجاب، حسبما صرح به لأخته، صدمت كثيرا ولم يكن أمامي سوى تقبل الأمر الواقع، مع الإحساس بالكره الشديد لأختي التي لم أرد حتى التعرف على بيتها إلى يومنا هذا. يوم زفافها تظاهرت بالفرح رغم حزني الكبير، لم أسطع النظر إلى أختي وزوجها، في كل مرة تدعوني لزيارتها، أتحجج أمامها بألف حجة حتى لا أنبش في الماضي والجرح القديم، لقد أصبحت أعيش في دوامة، فقلبي لا يزال متعلقا بزوج أختي. أحيانا أحس بنوع من الخجل، وأقول في قرارة نفسي، ما كان علي اتخاذ موقف عدواني، حتى أهلي لاحظوا تذمري وتصرفاتي التي توحي بالرفض، ويلومونني على ذلك دون أن أفصح لهم عن السبب، أصبحت أعاني مشاكل نفسية بسبب كل هذا، أضف الى أني فقدت كل الثقة في الرجال، فهناك من يطلبني للزواج فأرفضه خوفا من المستقبل، أرجو منك المساعدة يا أختي نور في أقرب وقت وشكرا. الرد : أختي العزيزة شريفة، أتفهم ما تشعرين به، من اضطرابات وتناقضات بسبب خيبة الأمل التي أصابتك، حين كنت على عتبة باب السعادة، وأغلق في وجهك قبل فتحه، وللأسف من صدمك ومن خيب أملك أقرب الناس إليك، وإلى قلبك، طبعا هذا حسب تحليلك أنت، لكن ياعزيزتي، أنت بشر ولك عقل وقلب تسيرين وفقهما، في الواقع أختك ليست مذنبة في شيء، فهي لو كانت تعلم حقيقة مشاعرك، اتجاه ذلك الشاب، لما ارتبطت به، أو تسببت في تعاستك، كما أن زوج أختك ربما أعجب بك في الأول لكنه أحب أختك، والدليل أنه ارتبط بها وليس بك. عزيزتي تمالك أعصابك وصفّي قلبك من الشرور والحقد، صالحي أختك وعوضيها عن كل هذه الفترة التي انقطعت عنها، وعبري لها عن حبك وحنانك وطيبتك، انسي أمر تلك الخيبة والحب الفاشل، فكري في المستقبل بكل أمل وتفاؤل، إذ بإمكانك أن تجدي رجلا صادقا، مثل زوج أختك، والأفضل أن تفعلي ذلك للخروج من قوقعة الحب المستحيل. ردت مدام نور.