المحاميان والحقوقيان مقران آيت العربي وزبيدة عسول ينسحبان من حملته الانتخابية ويلتحقان بحراك الشارع عسول: “طلبت من غديري سحب ترشحه لكنه رفض” أعلن كل من المحامي مقران آيت العربي مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر علي غديري، ورئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي زبيدة عسول، التي كانت تدعم هي الأخرى اللواء المتقاعد في ترشحه للرئاسيات المقبلة، عن انسحابهما من مديرية الحملة الانتخابية للمترشح غديري، وانضمامهما للحراك الشعبي الرافض للعهدة الخامسة. وقال مقران آيت العربي في بيان استقالته من مديرية الحملة الانتخابية للمترشح الحر علي غديري، أنه قبيل التحاقه بحملته أبرم اتفاقا مع اللواء المتقاعد على جملة من المحاور التي حددها في تحقيق قطيعة سلمية مع النظام القائم منذ الاستقلال وإرساء جمهورية ثانية تبنى على أساس بيان أول نوفمبر 1954 وميثاق الصومام، مضيفا أن الاتفاق بينهما تركز على وجوب إعادة الثقة بين الدولة والمواطنين، بإحداث قطيعة عمودية تأسس على الأخلاق والنزاهة، وجمع المواطنين والمواطنات النزهاء المتواجدين في كل المؤسسات والأحزاب السياسية والمجتمع المدني من دون أي تمييز. كما أكد الحقوقي مقران آيت العربي أن اتفاقه مع المترشح غديري نص على ضمان الحريات العامة والفردية والجماعية وحقوق الإنسان والمواطن، مع مراعاة خاصة لحرية تأسيس الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات، وحرية الاجتماعات والمظاهرات السلمية، وحرية الرأي والتعبير والمعتقد، والعمل على إعادة بناء أسس الدولة على أساس لامركزية واسعة، مع إنشاء أقاليم مخولة بمجالس وهيئات تنفيذية تتمتع بصلاحيات واسعة. وأضاف أن الاتفاق نص أيضا على إعادة تنظيم مصالح الأمن، مع حلّ الشرطة السياسية وإصلاح الخدمة الوطنية لتتماشى مع المقتضيات الراهنة للدفاع الوطني وتطلعات الشباب، وإقصاء السياسة من الثكنات للمضي نحو حكم مدني طبقا للإرادة الشعبية، وضمان وحدة الجيش، مشيرا إلى مطلب إعادة تنظيم السلطة القضائية، بما فيها القضاء العسكري، وإرساء آليات تسمح بالاستقلال الفعلي للقضاء، ابتداءً من إقصاء رئيس الجمهورية ووزير العدل من المجلس الأعلى للقضاء، فضلا عن إلغاء المجلس الدستوري وتعويضه بمحكمة دستورية مستقلة تتشكل حصريا من حقوقيين ذوي مصداقية وكفاءة عالية. وقال المحامي المستقيل من إدارة حملة اللواء المتقاعد علي غديري، في بيانه أنه ومنذ شهر فيفري خرج الشعب الجزائري إلى الشارع للتعبير عن رفضه للعهدة الخامسة وللنظام السياسي برمّته. وخلال هذه التظاهرات التاريخية، يقول “كنا في الاستماع لغضب الشعب ومطالبه الشرعية، بالموازاة مع عجز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن القيام بأبسط المهام التي يتطلبها منصبه على رأس الدولة، ليضيف المتحدث أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن الجزائر تمرّ بمرحلة ثورية وسلمية لم يسبق لها مثيل في تاريخها الطويل، وهذه المرحلة التاريخية لا يمكن أن تحقق القطيعة عن طريق الانتخابات، التي بدأت فيها بوادر الغش من المجلس الدستوري. وأضاف مقران آيت العربي في بيانه أنه أمام هذه الوضعية وبعد حديث طويل مع المترشح علي غديري، تم التوصل إلى خلاصة مفادها أنه في هذه الوضعية المتأزمة على كل واحد منا أن يسطر لنفسه ما يراه مناسبا لقناعاته الشخصية، أين قال إنه ومهما كان الموقف الذي سيتبناه علي غديري، سيحترمه، لكنه قرر بالمقابل مواكبة المطالب الشعبية المناهضة للعهدة الخامسة وللنظام كليا. وتبعا لذلك، أعلن مقران آيت العربي أنه قرر الانسحاب من المسار الانتخابي الجاري، وذلك لمواصلة النشاط مع الجزائريين في نضالهم خدمة للجزائر، وفي هذه الظروف التي تحدد مصير السلم المدني في بلادنا، موجها في الوقت ذاته نداءً إلى القوات المسلحة لتبقى إلى جانب الشعب مهما كانت الظروف. وفي سياق ذي صلة، كشفت المحامية زبيدة عسول في تصريح لها، أمس، أنها طلبت من غديري سحب ترشحه لكنه رفض، وهو الأمر الذي جعلها تسحب دعمها له لاعتقادها بعدم جدوى الانتخابات الرئاسية في مثل هذا الوقت. عبد الرحمن سالمي