أكدت مصادر مطلعة؛ أن مجموعة إرهابية ، يرجح أنها تابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أقدمت نهاية الأسبوع في النيجر، على اختطاف شيخ فرنسي من مواليد 1932 واسمه ميشيل جرمانو، متقاعد ويشرف على جمعية خيرية تهتم بالأفارقة، وتقيم مدرسة تعليمية بمنطقة تسمى اينابنغاريب شمال النيجر، معظم سكانها من الجالية الجزائرية المقيمة بالنيجر، والمختطف الثاني هو جزائري الجنسية اسمه واغي عابدين من مواليد 1971 بتمنراست، متزوج وأب لثلاثة أطفال، منهم بنتين ويمارس نشاط سائق مع الوكالات السياحية. وحسب مصادرنا؛ فإن الرجلين كان على متن سيارة رباعية الدفع شمال النيجر، عندما اعترض سبيلهم مسلحون ملثمون مجهولو العدد والهوية، وأوقفوهما بالقوة بعد أن قطعوا عليهما الطريق وأجبروهما على النزول من مركبتهما، ثم قاموا بثقب عجلاتها واقتادوهما في مركبة أخرى اتجهوا بهما صوب وجهة غير معلومة. وكان الجزائري الذي يعمل سائقا لدى وكالة سياحية بالمنطقة بصدد نقل الفرنسي للمدرسة التابعة للجمعية، في زيارة معاينة دورية، تعود الرجل على القيام بها سنويا في مثل هذا الفترة. وقد تلقت مصالح الأمن بتمنراست، إشعارا من نظيرتها بالنيجر بالحادث، وأخبرت عائلة الجزائري المقيمة وسط المدينة، وجمعت معلومات عنه. وتبعد المنطقة التي وقع بها حادث الإختطاف الغامض، الذي لم تتبناه أية جهة، إلى غاية كتابة هذه الأسطر، على بعد 190كم من عين قزام الجزائرية، حيث حملت العملية بصمات تنظيم القاعدة الذي عادة ما يستهدف الأجانب بهذه المنطقة الإفريقية، التي تعاني أيضا فقرا من الجانب الأمني. وأشار عدد من الجزائريين المقيمين شمال النيجر ل"النهار" أنهم تلقوا تهديدات عدة من طرف مافيا الإختطاف، كما يسمونها أو التنظيم الإرهابي المسمى القاعدة، بعدم التعاون مع السياح الأجانب وعدم توفير لهم وسائل النقل والإرشاد السياحي، وتحدثوا عن تعرضهم في أكثر من مناسبة لهجومات من عصابات إجرامية أخرى تبتز أموالهم وإبلهم، نتيجة ضعف التغطية الأمنية بالمنطقة. وذكر مصدر أمني نيجيري لوكالة الأنباء الفرنسية، أن من قام بالإختطاف هم جماعة طالب عبد الكريم المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتنشط بالمنطقة ولم يسبق لها وأن احتجزت رهائن. "تلقينا خبر الإختطاف من مصالح الأمن الجزائرية " أكدّ شقيق عابدين واغي؛ الجزائري البالغ من العمر 39 سنة المختطف مع الرعية الفرنسي ميشال جرنامو، في تصريح خاص ل"النهار"، التي اتصلت به عبر الهاتف، أن شقيقه سائق ومتزوج وله 3 أطفال:"تلقينا معلومة اختطافه من طرف مصالح الأمن الجزائرية، التي أبلغتها مصالح الأمن بالنيجر". وقال المتحدث أن شقيقه يعمل منذ مدّة في مجال السّياحة ومنذ 3 أعوام يتعاون مع الجمعية الفرنسية الخيرية في مجال النقل، كونه سائق يجيد معرفة المسالك بالمنطقة الصحراوية وليس له أية ميولات دينية أو سياسية، وإنما فقط يحترف السياقة. وتمنى أن يعود شقيقه في أمن وسلامة، مناشدا الحكومة الجزائرية التدخل على أعلى مستوى من أجل الإفراج عن شقيقه. وقال شقيق المختطف أن والدته العجوز تنتظر عودة عابدين بشغف كبير، بعد أن وعدها بالعودة قريبا، مؤكدا أن أحدا لم يتصل بهم من جانب الخاطفين إلى غاية كتابة هذه الأسطر وقد تلقوا وتأكدوا من معلومة الإختطاف مساء أمس الأول، في حين العملية تمت قبل نحو 3 أيام بمسلك صحراوي بين القرية التي معظم سكانها جزائريين، وتقع بإقليم النيجر والمدرسة التي كانا الرجلان بصدد الوصول إليها.