بعد أقل من أسبوع واحد على إطلاق سراح الشيخ المقاول ''علي حساني''، الذي اختطف في ولاية تيزي وزو من قبل عناصر كتيبة ''الفاروق'' التابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال والناشطة على المحور الجنوبي للولاية، هاهو جزائري آخر يختطف من قبل تنظيم قاعدة المغرب في النيجر على الحدود الجزائرية رفقة فرنسي، ويعتبر اختطاف الجزائري في منطقة الساحل لأول مرة منذ انتقال العناصر الإرهابية إلى الصحراء الكبرى بحثا عن متسع من المساحة الجغرافية. وحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت الخبر فإن مجموعة تقول إنها تنتمي إلى تنظيم القاعدة خطفت فرنسيا وجزائريا في شمال النيجر قرب الحدود الجزائرية، كما أفادت مصادر متطابقة. وقال مصدر أمني نيجري رافضا كشف هويته لوكالة الأنباء الفرنسية ''إن فرنسيا، هو سائح على الأرجح، وجزائريا خطفا قرب مدينة اينابانغاريت (شمال النيجر) قرب الجزائر''. وأكد مصدر أمني نيجري آخر، أن الرجلين خطفهما ''مسلحون''، مضيفا أن المواطن الجزائري هو سائق الفرنسي. وأفاد مصدر مطلع أن مجموعة تقول إنها تنتمي إلى تنظيم القاعدة مسؤولة عن عملية الخطف هذه، وقال مصدر أمني نيجري ثالث إن ''من قام بعملية الخطف هم رجال طالب عبد الكريم''. و''طالب عبد الكريم'' هو لقب يتخذه زعيم مجموعة تقول إنها تنتمي إلى القاعدة وتنشط في المنطقة، ولكن لم يسبق لها أن احتجزت رهائن. وأكد مصدر آخر قريب من الملف أن ''مجموعة عبد الكريم هي المسؤولة عن خطف الفرنسي والجزائري''، متحدثا عن ''عملية خطف أعد لها بشكل جيد''. وأضاف هذا المصدر ''علينا أن نعلم الآن ما إذا كان عبد الكريم خطف الرهينتين ليتولى مباشرة التفاوض في شأن الإفراج عنهما أم أنه سينقلهما إلى قياديين آخرين في المجموعة''. وردا على سؤال حول خطف مواطن فرنسي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ''لدينا مؤشرات في هذا الصدد نسعى إلى تأكيدها''. وغالبا ما تشهد المنطقة الصحراوية المترامية بين النيجر ومالي والجزائر عمليات خطف أجانب، وخصوصا أن تنظيم قاعدة المغرب ينشط في هذه المنطقة. ويأتي هذا الأمر في وقت اجتمعت فيه 4 دول الأربعاء الماضي بتمنراست من أجل قيادة عمليات موحدة ضد العناصر الإرهابية في الساحل ومواجهتها. وإذ تعتبر مصادر مطلعة على الملف الأمني في المنطقة أن انتشار الاختطاف في المنطقة وانتقاله إلى مجموعة أخرى وما حفزها على ذلك هو دفع الفدى إلى العناصر الإرهابية على غرار ما فعلته فرنسا مؤخرا عندما رضخت لمطالب القاعدة وأجبرت مالي على إطلاق سراح أربعة إرهابيين من سجونها، فإنها تؤكد أن اختطاف الرعية الفرنسي جاء جراء ''فعلة'' فرنسا الأخيرة التي شجعت على ظاهرة الاختطاف في المنطقة وأدت بعناصر القاعدة على اختلاف كتائبها إلى انتهاج هذا النهج. وتتخوف المراجع ذاتها أن ترضخ فرنسا مجددا لمطالب العناصر الإرهابية وإن فعلت هذه المرة فإن جهود دول المنطقة على رأسها الجزائر ستذهب أدراج الرياح، مع أن المتتبعين يرجحون هذا الأمر، رضوخ فرنسا للقاعدة، في ظل المعطيات المتوفرة لحد الساعة.