قال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، في تصريح للصحافة الفرنسية مساء أول أمس، ردا عن سؤال تعلق بردة فعل السلطات الفرنسية، حيال التسجيل الصوتي الذي بثّه التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم "الجماعة السّلفية للدّعوة والقتال"، الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، والمتعلق بالرهينة الفرنسي ميشال جرمانو، المحتجز لدى التنظيم الإرهابي منذ في 22 أفريل المنصرم، أن فرنسا لديها خبرة في معالجة مثل هذه القضايا، ولديها السّلطة التقديرية والكفاءة للعمل على تحرير الرهينة الفرنسي واسترجاعه سالما، وقال كوشنير حسبما جاء في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية، أن السلطات مجنّدة من أجل تحقيق الإفراج عنه. وقد دعا الرهينة الفرنسي أول أمس، في تسجيل مرئي السلطات الفرنسية على التفاوض مع تنظيم دروكدال، للتوصل إلى حل وسط يمكن من الإفراج عنه، متوسلا إياها الإسراع في تنفيذ مطالب التنظيم للإفراج عنه في أقرب وقت، بالنظر إلى تدهور حالته الصحية كونه يعاني من مشاكل صحية خطيرة على مستوى القلب، وكان الرعية قد تم اختطافه رفقة سائقه الجزائري الجنسية، الذي تم الإفراج عنه من قبل التنظيم الإرهابي، الذي تخوف من ردة فعل القبائل التي ينحدر منها هذا الأخير. بالمقابل؛ طالب تنظيم دروكدال الإفراج عن إرهابيين معتقلين بالسجون الجزائرية والفرنسية لإطلاق سراح الرّعية المحتجز. وكانت السلطات الفرنسية قد فاوضت التنظيم الإرهابي، من أجل الإفراج عن رعيتها الجاسوس بيار كامات، الذي تم اختطافه نهاية السنة الفارطة، وتم الإفراج عنه بعد أشهر من الإحتجاز، نظير إفراج مالي عن أربعة إرهابيين من بينهم جزائريين، موريتاني وبوركينابي، وهي المطالب التي أكدت "القاعدة في الساحل" على الإستجابة لها، ولا يستبعد متتبعون استجابة فرنسا لمطالب الجماعة الإرهابية، بالإفراج عن الإرهابيين المعتقلين لديها، لضمان عودة رعيتها، ويتساءل متتبعون يشتغلون على الملف الأمني، عن الأسباب الكامنة وراء تنقل السياح الأجانب بمنطقة الساحل، رغم خطورة الوضع، لافتين إلى أن هذه الفئة من السياح لم يحدث مطلقا أن ضاعت أو تم اختطافها، بعد أن قصدت وكالات سياحية جزائرية، بل كل المختطفين الذي احتجزهم التنظيم الإرهابي مروا عبر قنوات أخرى لدول مجاورة، وهو ما يفتح الباب واسعا للتساؤل عن الجهة التي توصّل هؤلاء إلى التنظيمات الإرهابية، التي تقوم من جانبها بمقايضتهم بفديات بالعملة الصعبة، يتم استخدام ريعها في شراء الأسلحة وترويج المخدرات.