توقعات بفشل المشاورات بسبب تمسك نواكشوط بمبدأ عدم التفاوض مع الإرهابيين تسعى السلطات الفرنسية حاليا للتفاوض مع موريتانيا، بشأن إطلاق سراح بعض الإرهابيين المتعقلين لديها، المتابعين بتهمة اغتيال سياح فرنسيين على الأراضي الموريتانية، وذلك بهدف التوصل إلى إتفاق يمكّن باريس من استرجاع رعيتها المحتجز لدى التنظيم الإرهابي، لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، ويتعلق الأمر بميشال جرمانو المختطف منذ 22 أفريل المنصرم، على الحدود الجزائرية النيجرية، رفقة سائقه الجزائري الذي أطلق سراحه فيما بعد. وفي هذا الصدد؛ أجرى السفير الفرنسي بموريتانيا ميشال فاند بورتر أمس، مشاورات ثنائية مع وزير العدل عابدين ولد الخير، أثناء مثول المتهمين فيملف اغتيال السياح الفرنسيين وسط تكتم شديد على ما دار في المشاورات التي جرت بعيدا عن أضواء الإعلام، وربط متتبعون هذا التحرك الدبلوماسيبمطالبة تنظيم دروكدال الإفراج عن إرهابيين معتقلين نظير تحرير السائح الفرنسي. ورغم أن مصادر موريتانية متتبعة، رجّحت أن تكون السلطات الفرنسية بصدد الإطمئنان على صدور أحكام قاسية بشأن المتهمين، في اغتيال السياح الفرنسيين الأربعة قبل سنتين قرب مدينة "ألاك"، في أول حادث من نوعه تعيشه موريتانيا، غير أن متتبعين للشأن الأمني؛ أكدّوا أن السفير الفرنسي يكون قد تحادث مع وزير العدل الموريتاني بشأن تخفيف العقوبات،والضغط على نواكشوط لإطلاق سراح الإرهابيين المعنيين، من أجل تسهيل مهمة باريس في التفاوض مع التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بشأن رعيتها، والتوصّل إلى حل وسط يسمح لتنظيم دروكدال بإطلاق سراح جرمانو. وقد ظهر جرمانو مؤخرا في تسجيل مرئي يترجى ساركوزي من أجل التدخل لإنقاذه من موت وشيك، كونه يعاني من اضطراب على مستوى القلب، فيوقت تعهد الإرهابيون بعدم تصفيته، في خطوة من التنظيم لتلطيف الأجواء والتوصل إلى رصد "إعانة مالية" من باريس، لدعم التنظيم ماديا، من خلال دفع مقابل مادي، والضغط من جانب آخر على حكومة فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي، لإطلاق سراح بعض الإرهابيين بعد أن نجح في المرة الأولى فيدفعها لإقناع مالي على إطلاق سراح أربعة إرهابيين خطرين جزائريين، بوركينابي وموريتاني، نظير إطلاق سراح الجاسوس بيار كامات الذي اختطفته نهاية ديسمبر وأفرجت عنه بعد ستة أشهر، بالمقابل لفت متتبعون إلى إمكانية فشل المفاوضات بين باريس ونواكشوط في هذا الشأن، خاصة وأن موريتانيا أكدت في أكثر من مرة أنّها ضد مبدأ التفاوض مع التنظيمات الإرهابية مهما كانت الأسباب، وأوضحت أن التعامل معها لا يكون إلا بلغة السلاح، وكان آخر رد فعل لها، حينما أطلقت مالي إرهابيين من بينهم موريتاني مطلوب، حيث اضطرت إلى استدعاء سفيرها، احتجاجا على الخطوة التي قامت بها باماكو،وتعديها على الأعراف الدولية التي تقول بضرورة تجنب أي مفاوضات مع التنظيمات الإرهابية