كشفت مصادر مطلعة ل''النهار''؛ أن بعض مفتشي التعليم الإبتدائي قاموا بتعيين مدراء مؤسسات ابتدائية كرؤساء بمراكز الإمتحان، التي اجتاز بها تلاميذتهم امتحان شهادة نهاية المرحلة الإبتدائية الخميس الماضي، خاصة على مستوى الجهة الشرقية للعاصمة، بما في ذلك الأساتذة الحراس وأعضاء الأمانة، مؤكدة أن الأساتذة أنفسهم قاموا بمساعدة المترشحين على الغش و كتابة الأجوبة بدلهم، وذلك بغية تحقيق المراتب الأولى في النّجاح على المستوى الوطني.وأوضحت المصادر التي أوردت الخبر ل''النهار''؛ أن بعض مفتشي التعليم الإبتدائي على مستوى الجهة الشرقية للجزائر العاصمة، قد تعمدوا تعيين مدراء المؤسسات الإبتدائية كرؤساء بمراكز الإمتحان التي امتحن على مستواها تلميذهم، مشيرة إلى أنّه حتى الحراس وأعضاء الأمانة، تم اختيارهم من معلمي التلاميذ الذين اجتازوا الإمتحان الخميس الماضي، على مستوى بعض مراكز الإمتحان خاصة بالجهة الشرقية للجزائر بباب الزوار، الدارالبيضاء، باش جراح، المحمدية، الحراش وبرج الكيفان. وأشارت مراجعنا؛ إلى أن هذا الإجراء الذي اتخذه بعض مفتشو التعليم الإبتدائي، مخالف لكافة قوانين قطاع التربية، باعتبار أن القانون جاء واضحا في هذه النقطة بالذات، إذ لا يحق لمفتشي التربية اقتراح تعيين مدراء لمؤسسات تربوية كرؤساء مراكز بمؤسساتهم، بحيث أن كل مدير مؤسسة خلال الإمتحان يعين كرئيس مركز بمؤسسة أخرى وذلك تفاديا للغش، معلنة في ذات السياق؛ أن المعلمين الحراس الذين تم تجنيدهم للحراسة، قد قاموا أمام جميع الحضور بمساعدة تلاميذتهم المترشحين على الغش بمساعدة حتى رؤساء مراكز الإجراء، إلى درجة أنهم قاموا بمساعدتهم على كتابة الأجوبة بدلهم، وذلك بغية تحقيق المراتب الأولى من حيث النتائج على مستوى مقاطعتهم، وحتى على المستوى الوطني. في الوقت الذي طالب بعض المعلمين الحراس الذين رفضوا المساهمة في تحريض ومساعدة التلاميذ على الغش، ممن تم تعيينهم على مستوى تلك المراكز، وزارة التربية الوطنية بضرورة فتح تحقيق في أقرب الآجال لفضح الغشاشين. أولياء التلاميذ يطالبون بإيفاد لجنة تحقيق في القضية ومن جهته أكد ميلود قادري رئيس جمعية التلاميذ، في تصريح ل''النهار''؛ أنه لا بد على المصالح المختصة إيفاد لجنة تحقيق بصفة مستعجلة على مستوى تلك المراكز، وتسليط أقصى عقوبات على هؤلاء المعلمين الذين ساهموا في مساعدة المترشحين على الغش، لأنّهم يعدون أشخاصا دخلاء على العائلة التربوية، مدينا بشدة تلك التصرفات والممارسات التي اعتبرها بمثابة الخيانة الحقيقية للعملية التربوية عموما، وللتلميذ على وجه الخصوص.وأوضح رئيس جمعية أولياء التلاميذ؛ بأنّ الدوافع الحقيقة لهذا العمل الذي لا يمت بصلة للمربي، هو التسابق من أجل تحقيق أعلى نسبة نجاح على مستوى المقاطعة التي ينتمون إليها، ومن ثمة إرضاء مسؤوليهم بأنهم قد بذلوا جهودا كبيرة في سبيل تحقيق أحسن النتائج، مؤكدا بأن المتضرر الوحيد هو التلميذ الذي سيجد صعوبات كبيرة في متابعة دروسه لدى انتقاله للطور المتوسط وحتى في الثانوي، خاصة التلاميذ ضعيفي المستوى و الذين هم في حاجة إلى دورات استدراكية ودروس دعم وتقوية لتحسين على الأقل نتائجهم الدراسية.