طالب أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط التابعون لمديرية التربية لشرق العاصمة، وزير التربية الوطنية بضرورة إلغاء نتائج مسابقات التوظيف الخاصة بمدراء التعليم الابتدائي والمتوسط لناحية شرق العاصمة، وذلك سبب ما قالوا إنها تجاوزات طالت المسابقة التي عرفت بحسبهم ''غشا مفضوحا'' وتسريبا لأسئلة الامتحانات. كما انتقد هؤلاء الطريقة التي تلت إعلان النتائج، حيث تم توجيه الناجحين منذ الأحد الماضي مباشرة على التكوين. وبالتالي ترك هؤلاء مناصبهم كأساتذة في الطورين الابتدائي والمتوسط دون تعويضهم بمستخلفين آخرين وهو ما سيؤثر سلبا لا محالة على التلاميذ المعنيين بامتحانات رسمية في نهاية السنة أي شهادتي التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط. أساتذة أجابوا عن أسئلة كل مواد الامتحان باللغة الفرنسية! من جهة أخرى، أكد هؤلاء الأساتذة، خلال زيارة بعضهم أمس مقر ''البلاد''، أن المسابقة الخاصة بمدراء المتوسط والابتدائي لشرق العاصمة التي أعلنت نتائجها الأربعاء الماضي، عرفت تجاوزات كثيرة لم يسبق لها مثيل من حيث الغش المفضوح وتضخيم النقاط والتأشير على إجابات الامتحان دون تحرك الوزارة الوصية، مشيرين إلى أن بعض الأساتذة الممتحنين اعتمدوا الإجابة باللغة الفرنسية على أسئلة جميع المواد حتى تلك المطروحة باللغة العربية، على الرغم من أن القانون يمنع منعا باتا التأشير بأية علامة على أوراق الامتحانات ويشترط الإجابة بلغة الموضوع الممتحن فيه. وفسر هؤلاء الهدف من هذا التصرف بتمكين المصححين من التعرف على أوراق الأساتذة الممتحنين للعمل على إعطائهم العلامة التي تمكنهم من النجاح في المسابقة، وهو ما حصل بالفعل، يضيف المحتجون. ولم تتوقف اتهاماتهم عند هذا الحد، بل عرفت عملية إجراء المسابقة التي تمت بتاريخ 10 جوان من العام الماضي، تسريبا لأسئلة الامتحانات قبل موعد إجرائها. وأشار هؤلاء إلى أن أوراق الامتحانات لم تكن داخل ظرف ''مشمّع'' مثلما هو متعارف عليه في هكذا ظروف، مستدلين على ذلك بنجاح أربعة أساتذة في المسابقة من المؤسسة نفسها بدرفانة حيث ترشح للمسابقة أربعة منهم عن المؤسسة المذكورة ونجحوا جميعهم في اجتيازها، وهو ما يعني حسب المحتجين اطلاع هؤلاء على أسئلة الامتحانات، هذا إلى جانب التسيب الذي سجل في الحراسة على مستوى عدة مراكز كباش جراح، الحراش ودرفانة. إضافة إلى تضخيم نقاط بعض المرشحين المحظوظين ممن وصفوهم بأنهم أصحاب نفوذ باعتبارهم قريبي إطارات الوزارة. وتحدى هؤلاء الوزير بن بوزيد أن يقوم بإعادة إجراء الامتحان حتى بالأسئلة نفسها مع ضمان حراسة مشددة، مؤكدين أن لا أحد من 28 شخصا الناجحين سيحصل حتى على علامة 5 من .20 وعن أسباب تأخر شكاوى المحتجين إلى غاية اليوم، قال هؤلاء إنهم كانوا ينتظرون أن تقوم مديرية الوظيف العمومي بإلغاء نتائج المسابقة خاصة أن الخبر روج بعد إجراء المسابقة وبعد التأخر الذي عرفته عملية نشر النتائج إلا أنهم تفاجأوا بعد ذلك بمصادقة الوظيف العمومي عليها. توجيه الناجحين إلى التكوين وترك التلاميذ معلقين والأخطر من ذلك حسب الأساتذة المحتجين هو توجيه الأساتذة الناجحين في المسابقة إلى التكوين بالحراش، ابتداء من يوم الأحد الماضي، وترك التلاميذ من دون أساتذة بالرغم مما يشكله ذلك من ضرر على مستقبلهم خاصة أولئك المقبلين على اجتياز شهادة التعليم المتوسط وكذا نهاية مرحلة التعليم الابتدائي. ويحضر الأساتذة المحتجون شكوى إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يطلبون منه فيها التدخل لإلغاء نتائج المسابقة ومعاقبة المتورطين فيها لوضع حد للتجاوزات التي لا يزال يعرفها قطاع التربية في ظل صمت الوزير بن بوزيد.