أفاد المقدم، سليمان ديفايري، مدير خلية الإعلام بقيادة القوات البحرية، أن فرق حرس السواحل، لم تسجل أية حالة ''حرڤة'' منذ بداية السنة الجارية، باستثناء بعض الحالات المتعلقة بالمسافرين غير الشرعيين الذين يتم ضبطهم داخل حاويات السفن التجارية، فقد تم تسجيل تراجع كبير لظاهرة ''الحرڤة''، بل انقرضت نهائيا، بعد أن تم تسجيل 900 حالة في الأشهر التسعة الأولى من السنة الفارطة، وقبلها تسجيل أكثر من 1200 حالة خلال الأشهر الأولى من 2008.وفي هذا الشأن، أرجع، أحمد حلفاوي، أستاذ مختص في علم الإجتماع، سبب عزوف الشباب عن ''الحرڤة'' إلى أوروبا، إلى تعرية الإعلام لحقيقة ما يوجد بالضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، بسردها لمختلف التجارب التي مر بها الشباب الذين فشلوا بأوروبا وعادوا خائبين، بعد أن اكتشفوا أن كل ما كانوا يحلمون به مجرد سراب، مضيفا أنه وفضلا عن حقيقة الواقع الذي ينتظر ''الحراڤة'' عزز السد المانع الذي وضعته دول أوروبا من صد كل محاولة للدخول إلى الأراضي الأوروبية، وجعل الشباب يرهبون من المغامرة بأملاكهم، خاصة وأنهم يبيعون ما أمامهم وما خلفهم من أجل الظفر ب''مقعد'' في قوارب الموت، ويتراجعون عن ثقافة المجازفة بالعودة إلى التعقل في التفكير، وتغليب المصلحة على الحلم، حيث يرون أنه من الضروري الإبقاء على ما يملكون على الأقل لضمان مستقبل كريم، أفضل من المجازفة والعودة خائبين فاقدين لكل شيء، وهو ما وصفه الخبير بالتفكير الإيجابي، ملاحظا أن ''الحراڤة'' الجزائريين لا يشبهون غيرهم من ''الحراڤة''، فهم لا يسافرون من أجل كسب لقمة العيش أو التعليم لأنها متوفرة بالجزائر، وإنما ''يحرڤون'' من أجل أمور أخرى، كالحياة على الطريقة الأوروبية والجنس بالنسبة إلى البعض منهم، فضلا عن رغبتهم في الحصول على بعض الحريات الممنوعة في الجزائر بموجب الأعراف السائدة، بناء على ما تقدمه شاشات التلفزيون الأوروبية التي غذت الفكر الشبابي، وبالإضافة إلى ما تقدم، أضاف المتحدث أن ظاهرة ''الحرڤة'' لم تكن لتعرف كل هذه الشهرة لولا الأهمية التي أولتها لها وسائل الإعلام المختلفة. بالمقابل، أوضح جمال ولد عباس وزير التضامن والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج سابقا، أن مشكل الحراڤة قد تم القضاء عليه بتفكيك عصابات وشبكات الإتجار بالبشر، وأوضح أن السلطات تمكنت من القضاء على الظاهرة بعد أن وضعت حدا نهائيا لشبكات تهريب البشر، حيث جندت مصالح الأمن للتكفل بالظاهرة، مشيرا في هذا الشأن إلى القضاء على شبكات ''الحرڤة'' في عدد من الولايات الساحلية على غرار عنابة، عين تيموشنت ووهران.