منذ أقل من ثلاثة أيام، أعلنت وحدات خفر السواحل الجزائرية حالة طوارئ وتأهب قصوى، عبر السواحل الشرقية للبلاد، عقب نقل وكالة الأنباء الايطالية لخبر وصول قارب حراڤة إلى جزيرة لومبادوزا إلى الجنوب من العاصمة روما، يحمل 20 شابا تبين فقدان اثنين منهما في عرض البحر، وتخوفت السلطات الأمنية الجزائرية، من أن يكون للأمر علاقة بأول عملية حرڤة انطلاقا من السواحل الجزائرية، باتجاه ايطاليا في عام2010، * لكن سرعان ما نقلت الوكالة مصدر المعنيين، الذين تبث أنهم أبناء الجارة الشقيقة تونس، وفورها تأكد بما لا يدع مجالا للشك لدى الجانبين الجزائري والإيطالي، أن النزيف الشباني والجحافل الحرقوية لمئات البطالين والشومارة الجزائريين قد توقف نهائيا أو أخذ عطلة طويلة المدى، إذ لم تسجل وحدات خفر السواحل هنا في الجزائر أو هناك في ايطاليا، أية حالة هجرة غير شرعية خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، خلافا للعام الفارط 2009، الذي أحصت فيه السلطات الأمنية صد 32 عملية شارك فيها 173 شاب وشابة وقاصر، وفي عام 2008 أجهضت خفر السواحل الجزائرية 47 محاولة هجرة غير شرعية، وفي وقت سابق، يستغل الحراڤة الأجواء الربيعية، التي تكون فيها أمواج البحر هادئة، للإبحار بكثافة نحو الضفة الأخرى، إلى درجة سجل فيها إحباط من ثلاث إلى أربع محاولات في اليوم الواحد، ومع بداية الموسم الربيعي، تفرض المصالح الأمنية المكلفة بمحاربة الظاهرة تعزيزات أمنية مكثفة على السواحل ومراقبة لصيقة على ورشات صناعة قوارب الهجرة غير الشرعية، للتقليص من هول الظاهرة فقط، لأن الحد منها أشبه بالمهمة المستحيلة. * الملفت للانتباه، أنه ومع بداية الإنفجار المهول لرحلات الهجرة غير الشرعية باتجاه ايطاليا شرقا واسبانيا غربا، أصبح مصطلح "الحرڤة" من المصطلحات الشائعة بكثرة في أوساط الشباب، بل غزت حتى جدران العمارات والأحياء وبعض الإدارات العمومية، التي باتت تحمل شعارات "تحيا الحرڤة" و"فيفا ايطاليا" وأخرى مثل "البابور يا مون أمور" وغيرها، إلا أنها اختفت بصفة شبه كلية منذ مباراة الحسم بين الخضر والفراعنة بأم درمان السودانية، والمؤكد واقعيا أنها اختفت فعلا وقولا، فلا مصطلح الحرڤة مازال مصطلحا متداولا في الشارع، ولا القوارب المطاطية والخشبية لاتزال تبحر من هنا وهناك باتجاه الضفة الأخرى من المتوسط.