استنكر الشيخ عبد القادر، إمام مسجد الأنصار بوهران انتشار ظاهرة سب الدين في مجتمعنا وكذا العبارات القبيحة التي أصبحت لا تفارق أفواه المواطنين، داعيا إلى اجتناب مخالطة هذه الفئة أو مجالستها لأن ذلك سيورث اعتياد القلب على استهانة الجرم وعدم استشعار خطورته. وقال الشيخ في اتصاله ب"النهار" إنه لا يختلف أهل العلم في أن سب الدين كفر مخرج من الملة وكذلك سب الرب سبحانه وتعالى، لأن سب الشيء ولعنه يدل على بغضه وكراهيته، وقد قال الله تعالى: (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)، وأما قضية العذر بالجهل فإن الأصل أنه من ثبت له عقد الإسلام ثم وقع في شيء من أمور الشرك جاهلاً، فإنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ويبلغه الحكم الشرعي في ما وقع منه كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. وأضاف الشيخ أن سب الله تعالى لا يعذر فيه بالجهل، لأنه لا يتصور أن يكون الرجل مسلماً وهو لا يعلم قدر الله سبحانه وتعالى وأن سبه من الموبقات، ولذلك قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول: "إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده"، وهو مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل. وقال الشيخ أن العلماء قد حددوا مصطلحات معينة ينبغي اجتنابها حيث قال الشيخ القرضاوي: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" و"لا تسبوا الحمى فإنها كفارة الخطايا"، و"لا تسبوا الريح فإنها مأمورة"، و"لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة" حتى قال و"لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره" ويقول تعالى في سورة الأنعام: " ولا تَسُبُّوا الَذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ". وطالب الشيخ بضرورة معاقبة هذه الفئة ومحاربة الظاهرة ولو بسنِ قانون جديد من أجل مكافحة هذه العادة السيئة، يتم من خلاله متابعهم قضائيا مع تكثيف عمل الدعوة لتوعية الناس من أجل الإقلاع عن سب الدين الذي يعد أعظم نعمة في حياة العبد.