تقرر أخيرا العودة إلى ملعب تشاكر الذي سيكون مرة أخرى حضنا للمنتخب الوطني يوم 3 سبتمبر القادم، على الرغم من جاهزية ملعب 5 جويلية ووجود أرضيته في حالة ممتازة أعجبت اللاعبين، غير أن صفعة الغابون وتصرف الجمهور الغاضب من الوجه المحتشم من خلال انتقاده المردود وهفوات الطاقم الفني بطريقته الخاصة والتراجع الرهيب في خط سير ''الخضر'' منذ تأهله الى كأس العالم. جعل العودة إلى تشاكر أمرا أكيدا بإصرار من الناخب الوطني رابح سعدان، وحجته في ذلك أن المنتخب الوطني فاز بكل المباريات هناك بما في ذلك مقابلة مصر التاريخية يوم 7 جوان الماضي وبنتيجة لم يتوقعها أحد وقتها (3-1)، ما جعل ''بركة تشاكر'' مطلوبة مرة أخرى لتحقيق انتصار على حساب تنزانيا من شأنه أن يعيد الإطمئنان الى الشارع الجزائري الذي بدأ تدريجيا يفقد الثقة في منتخبه وقدرات اللاعبين بعد أن وضعهم في درجة كبيرة من التقديس في الأشهر الأخيرة ربما لم يصلها حتى لاعبو جيل 1982 رغم ما كانوا يقدمونه من كرة خالصة ودون شروط ولا أموال ولا تأمين. فيما تعكس الرغبة في الهروب الى ملعب البليدة درجة اليأس وفقدان الثقة في النفس حسب ما يؤكد كثير من التقنيين التي بلغها المنتخب الوطني رغم أنه منتخب عالمي شارك في كأس العالم الأخيرة التي تضم أفضل 32 منتخبا في العالم، أين كان من المفترض اللعب في 5 جويلية أمام منتخب تنزانيا وبأعين مغمضة لأنه لا مجال للمقارنة في أي شيء، ولو أن الأمور على ما يبدو صارت تسير بمنطق ''اللي خانوه ذرعيه يقول بيا السحور''. وسيلعب لقاء تنزانيا رسميا يوم 3 سبتمبر على الساعة العاشرة، وبمقابل ذلك سيتحدث رئيس الفاف محمد روراوة عن الإحتراف ونقاط أخرى في ندوة صحفية اليوم ب 5 جويلية. منتخب محترف يفكر بطريقة هاوية وإذا كان سعدان اجتهد في إقصاء اللاعبين المحليين، مصرا على إطلاق رصاصة الرحمة على البطولة الجزائرية، مبجلا في ذلك اللاعبين المحترفين، فإن طريقة سير المنتخب الوطني من خلال تغيير الوجهة الى تشاكر هربا من 5 جويلية الذي يعري كل العيوب، بعيدة كل البعد عن الإحتراف، وليس سوى طريقة تسيير هاوية الى أبعد الحدود، خاصة أن منتخبا يضم لاعبين يلعبون في بطولات فرنسا، ألمانيا، إنجلترا وإيطاليا من المفترض ألا يفكر في ''التبرك'' بملعب تشاكر وبالنتائج الماضية خاصة أن المنافس ليس سوى فريقا متواضعا لا يملك أي سجل قاري ولا إقليمي، ولا يشارك في كأس إفريقيا، ولو أن طريقة التفكير على مستوى تسيير المنتخب حسب البعض عادت الى سنوات سابقة عندما كانت بعض النوادي الجزائرية العاجزة التي تملك ملعبين كبيرين تفضل التحول الى الملاعب الصغيرة للضغط على المنافسين وترهيبهم لأجل تركهم يتنازلون عن النقاط مثلما أصرت المولودية في وقت ما على التحول الى بولوغين وترك 5 جويلية، ومثلما حاول ''الحمراوة'' العودة الى بوعقل، فضلا عن محاولات فريقا قسنطينة ترك حملاوي والعودة الى قفص في بن عبد المالك، وهو ما سيحدث هذه المرة ولكن مع المنتخب، وإلا كيف نفسر ترك ملعب كبير وأرضية ممتازة والتوجه الى ملعب صغير، لا يوفر سوى 30 ألف مكانا للأنصار، من أجل الرهان على حرارة هذا الجمهور لتقديم الإضافة و دفع اللاعبين والضغط على منافس من سوء حظنا أنه ليس كوت ديفوار ولا الكاميرن وإنما تنزانيا. سعدان خاف من جمهور 5 جويلية والعيب في مسؤولي الإتحادية وقد تخوف سعدان مثلما هو مؤكد من جمهور 5 جويلية الذي أشبعه سبا وشتما في لقاء الغابون معبرا عن غضبه من المستوى الفضيع الذي وصله المنتخب الذي عجز لاعبوه في أغلب فترات اللقاء عن تبادل الكرة بطريقة سليمة فيما بينهم فضلا عن عدم استعاب الجمهور ما كان يقوم به المدرب على أرضية الميدان، ما جعل هذا الأخير في قمة الغضب بعد الذي وقع له وأكد لمقربيه أنه لو كانت الأمور بيديه لنقل مباراة تنزانيا الى بلد آخر، كما فعل في مقابلة الإمارات الودية التي حولت الى ألمانيا. وإذا كان سعدان غير قادر على مواجهة الجمهور الجزائري، فإن السؤال الذي يطرحه البعض يتعلق بسبب رغبته في البقاء على رأس المنتخب، كما أن السؤال الآخر الذي يطرح نفسه وبإلحاح أكثر يتعلق بموقف مسؤولي الإتحادية من هذه المهزلة من خلال قبولهم طلب المدرب بالتحول الى البليدة للتبرك بأرضية تشاكر وكأن هذه الأخيرة كانت هي التي تحقق الإنتصارات وحدها في المباريات التي فاز بها رفقاء عنتر يحيى على منافسيهم، فضلا عن سبب الإصرار على تحميل أرضية 5 جوييلة الهزائم الأخيرة رغم أنها أرضية جيدة وممتازة تساعد على اللعب الجميل، ولا تسجل الأهداف وحدها مثلما لا يسجل ملعب البليدة الأهداف ولا يرد مرماه الذي يوجد فيه حارس ''الخضر'' الكرات.