20 سبتمبر 2010، التاريخ المشؤوم لعائلة شلايف عبد القادر، رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بزموري ، تاريخ وضع حد لحياة عبد القادر بعد استئنافه للعمل ثلاثة أيام عقب انقضاء عطلته السنوية، شهيد الواجب كان بمكتبه يزاول عمله بشكل عادي إلى أن تلقى مكالمة هاتفية من زملائه بالمهنة يبلغونه من خلالها خبر تمكن العناصر الخاصة بتفكيك القنابل من تفجير قنبلة، عقب تلقيها لبلاغ من أحد الرعاة بمنطقة بوظهر بزموري يؤكد من خلاله الراعي عثوره وبالصدفة على قنبلة، عبد القادر لم يتمالك نفسه وسارع لمعاينة الوضع وبالتحديد معاينة المكان الذي زرِعت به القنبلة، لكن أيادي الغدر والإجرام كانت أخطر وأكثر عزما على تحقيق هدفها بالقضاء على من تم تعيينه على رأس الشرطة القضائية بزموري لمواجهة الذين لا يزالون بالجبال. شلايف عبد القادر المعروف باسم ''كمال''، وهو في طريقه لمعاينة المكان الذي زرِعت به القنبلة، توقف للحظات من أجل الرد على رنين هاتفه النقال وإذا بقنبلة تنفجر، وهو في الطريق المؤدي إلى منطقة بوظهر المعروفة بالانتشار الواسع للعناصر الإرهابية. انفجار القنبلة الذي وضع حدا لحياة ثاني رئيس عيِن على رأس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بزموري خلفا للشهيد محمد طه الحسين توات الذي غدِر به مطلع شهر ماي من عام 2009، شهيد اليوم ''شلايف عبد القادر'' الذي شغل المنصب نفسه قبل استشهاده بمدينة فوكة بولاية تيبازة ثم بالمسيلة، كان قد تلقى وعود قبل تحويله على رأس الشرطة القضائية لزموري من طرف العميد الأول للشرطة عبد العزيز العفاني رئيس الشرطة القضائية، والمدير السابق للأمن الوطني بالنيابة الذي خلف الشهيد العقيد علي تونسي. يتمكن بموجبها من الاستفادة من ترقية استثنائية إلى رتبة عميد شرطة لأنه استجاب لمطلبه القاضي بتعيينه خلفا للشهيد توات، وهي ترقية كان من المفروض أن تتم يوم الأحد القادم الموافق لتاريخ الثالث من شهر أكتوبر 2010، لكن أيادي الإجرام قد قضت على من كان سيحظى بتكريم وترقية من طرف عبد العزيز العفاني، وقضت أيضا على فرحة عائلة الشهيد التي كانت تنتظر رفقة ابنها عبد القادر يوم الثالث أكتوبر بفارغ الصبر... هي أيادٍ حولت ذلك التاريخ الذي كان بمثابة حلم بالنسبة للشهيد والعائلة إلى مأساة، لأن المناسبة الخاصة بذلك اليوم لم ولن تكن لأن عبد القادر استشهد وترك بنتين ورضيعا حديث الولادة.. ترك بصماته لحب المهنة وترك منصبا شاغرا، أصبح يثير رعبا وسط زملائه بالمهنة، لا لشيء سوى لأن مسلسل الاغتيالات قد طال محمد طه حسين توات في السابق وعبد القادر شلايف اليوم في فترة لا تتعدى 16 شهرا.