سيدتي نور، لأنك أقرب إلى قلبي من الصديق والشقيق، ولأنك صاحبة العقل الكبير والصدر الرحب الذي يسع كل الهموم، متأكدة أني سأجد الحل لما أعانيه بحوزتك، فكلماتك كالشفاء تبعث الإرتياح في النفس وتبدل أحوالها من النقيض إلى النقيض. أنا سيدة متزوجة من رجل مطلق، بعدما استحالت عشرته، وبعدما باءت كل محاولاته بالفشل للإبقاء على أم ابنه، لأنه كان يحبها كثيرا مثلما أعرف، لقد كان يعمل معي آنذاك، وكثيرا ما سمعته يتغنى بالمشاعر الفياضة والهيام بزوجته، قلت يا سيدة نور إني تزوجته لأنه بعدما انفصل جاءني بجرحه الغائر يطلب المساعدة، فلم أبخل عليه وقد وجدت نفسي أسير في طريقه مغمضة العيون مسلوبة الإرادة، وكان بوسعه أن يستغلني كيفما شاء، لولا أن الحظ كان معي، فطلبني لأكون شريكة حياته بما يرضي الله. ازداد حبي له وتعززت عاطفتي بالإحترام والتقدير لمن اختارني زوجة، وحققنا المأمول بتوفيق من الله، فعشت معه السعادة التي لم أكن أتصور أنها ستكون من نصيبي بهذا المقدار، إلا أن ظهرت تلك الحرباء في حياته من جديد، فبدأ يتصل بها من أجل ابنه بعدما أوهمته بأمور كثيرة لا أعرف منها سوى أنها نجحت في تبليغها له، فتغير زوجي والظاهر يا سيدة نور أنها استطاعت أن تحرك مشاعره نحوها، لذلك فأنا أخشى أن أخسر زوجي بسببها، رجائي الوحيد منك النصح والمشورة. زينة/ الشراڤة الرد: عزيزتي، يبدو لي أن غيرتك على زوجك هي من تصور لك ما ترينه، وما تشعرين به من غضب تجاه العلاقة بطليقته. لقد أصبحت تغارين مما تمثله هذه المرأة من ذكريات عاطفية سابقة في حياة زوجك، فعليك كزوجة صالحة، أن تصبري عليه وتطلبي منه وبكل هدوء أن يبتعد عن تلك المرأة، وهنا يأتي دورك كي تغمريه بالحب والعواطف الجياشة الدافئة، حتى يشعر بأنه يشغل حياتك، وبالتالي ينعكس ذلك على نفسيته بطريقة إيجابية، وحاولي أن تُبلغيه برغبتك الأكيدة ليكون لك وحدك، وأن يقلل من علاقته بتلك المرأة، إلا لما تقتضيه الضرورة، فلا تنسي أنها والدة ابنه. يجب على زوجك يا عزيزتي، أن يراجع نفسه ويعرف أن تصرفه غير منطقي في استمرار هذه العلاقة، لأنه لا داع لذلك أصلا، حتى لو كان هناك بينهما عنصر مشترك وهو الطفل، إلا للضرورة كما أسلفت سابقا، وأن يعترف لنفسه أنه ليس من الحب والعدل أن يستمر في علاقة مشبوهة. تأكدي يا زينة، أن الحاضر في حياتك الزوجية أقوى ارتباطا وتأثيرا من ذكريات الماضي مهما كانت. ردت نور