أنا سيدة متزوجة منذ سبع سنوات، عن حب مفرط، واجهت الصعوبات لإقناع أهلي مع محاولاتي المستميتة للدفاع عنه حتى تم الزواج، واكتشفت أن ما مر بي لم يكن حبا بقدر ما كان سرابا، وأن مشاعري جعلتني أغمض عيني عن كثير من الحقائق التي كانت غائبة عني آنذاك، وعندئذ لم أستطع أن أنفصل لأنني كنت سأتعرض إلى شماتة الأهل والأقارب، لذا أتقنت تمثيل دور المحبة لزوجها أمام الناس، واعترف بأن تظاهري بالحب والسعادة كان خنجرا يقتلني، أخفيت تعاستي عن الناس، علمت بخيانته ولكني لم أستطع أن أشكو، أذوق المر وأتجرعه يوميا، ولا يمكنني فعل شيء سوى الصمت، خصوصا أنني أنجبت منه طفلين أصبحا مسؤوليتنا ومن حقهما أن يتربيا في ظل أبوين مع رعايتهما. لقد تعبت كثيرا من تلميع صورة العلاقة الزوجية أمام الناس، وأني أعيش في بيت سعيد قائم على الحب، وتعبت من التحايل والخداع ومن إخفاء ما بداخلي عن عيون أقرب الناس إلي، واحترق كثيرا عندما أرى غيري ينعم بسعادة حقيقية، أصابتني أمراض نفسية وبدنية، ولكني أفضل التظاهر بالحب والسعادة حتى لا يوصمني الناس بالفشل، فكلام الناس لا يرحم فهو أشد من حد السكين. عتيقة/ البيض الرد: لاشك أن اصطدام الزوجين بالحياة الزوجية وتنافرهما معادل لإحساسهما الكامل بالفشل، وإن كان الرجل لا يتحدث كثيرا عن ذلك ويسعى إلى تعويض هذا الفشل بالعمل أو ربما بالخيانة أحيانا، إلا أن الزوجة قد تكتم مشاعرها المحبطة وتشكو دائما كنوع من التنفيس، ولكن أحيانا ولأسباب خاصة لا تظهر هذا الفشل خشية أن يشمت فيها الناس، وهي بذلك تلجأ إلى حيلة دفاعية كي تهرب من تعاستها الحقيقية، لتوجد عالما من الزيف والوهم والكذب أمام الناس، وتتظاهر بأمور على غير حقيقتها، وإن كانت هذه وسيلة دفاعية إلا أنها تُفاقم من المشاعر السلبية داخلها وتتسبب في مزيد من القلق والتوتر والإحباط والبغض والحقد على الآخرين. وبالتالي تصيبها الأمراض النفسية والبدنية، وفي بعض الأحيان تستمر الزوجة في الهروب من واقعها الصعب بالكذب وأحيانا أخرى تنفجر وتنفض عن كاهلها كل رواسب السنين وتراكمات التعاسة. إن المرأة الجزائرية عموما تتحمل كثيرا وتسعى إلى إخفاء تعاستها في زواجها، حتى لا تتعرض إلى شماتة الناس، وتتحامل على نفسها من أجل أبنائها وحتى لا يقال عنها مطلقة، ولكن التظاهر أو التمثيل الدائم بأن الحب موجود أمر صعب وتجميل الواقع الحياتي أمام الناس أمر قاس عليها، بل يعذبها كثيرا وتصاب على إثر ذلك بالأمراض النفسية والبدنية، لذا فإنني أرى يا عزيزتي أن الإنفصال في حالتك هو الحل. ردت نور