سيدتي نور، إني أتعذب لأجل والدي الذي سافر إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، فهذا الأخير استعمل المال الحرام ليحقق هذه الغاية، فهو يعمل بالتجارة ويغش في الميزان فهو يظن أن هذا ليس حراما، وحتى لو كان كذلك فالله سيغفر له بمجرد حجه إلى البيت الحرام، علما أن والدي لا يفوت الصلاة في المسجد، لقد نصحته كثيرا ولكن مايزال مصرا على هذا الفعل، والآن أشك في صحة حجه، وأخشى أن يكون استعمالي لماله والعيش معه في نفس البيت أمر مشبوه، قد يحملني الذنوب، فماذا أفعل يا سيدة نور؟، علما أني في الخامسة والثلاثين من العمر، متزوج وأب لطفلين، وليس لدي أي مصدر رزق آخر، غير هذه التجارة التي أمارسها مع والدي هداه الله. سليم/ عزابة الرد: سيدي الكريم، إن ما ذكرته بخصوص غش والدك في الميزان، فإنه مع الأسف الشديد أمر شائع يبن بعض التجار، رغم أن ظاهرهم الصلاح والمحافظة على الصلاة، لأنهم يعتقدون أن أمر التجارة من أمور الدنيا التي لا علاقة لها بالدين، وأن التجارة "شطارة" إلى غير ذلك من المفاهيم المغلوطة، وهذا بسبب الجهل الذي تفشى. لذا أقول لك سيدي، واصل النصح والتذكير على قدر استطاعتك ولكن بهدوء ورفق ولين، ولا مانع من الإستعانة ببعض الكبار الأخيار الذين يحترمهم والدك، وتسألهم أمامه بطريقة غير مباشرة عن حكم مثل هذه التصرفات، عساه يقتنع بكلامهم، ولا تنسى أن تكثر له من الدعاء. وأما عن العيش في بيت والدك واستعمال ماله وإن كان الأمر حراما وكذلك بخصوص الحج، عليك باستفتاء الأمر من أصحاب الشأن. ردت نور