يعيش الكثير من سكان القصور الواقعة على طول امتداد الضفة الشرقية لوادي الساورة على وقع هاجس تخوفهم من تكرار كارثة الفيضان التي سبق لهؤلاء السكان أن عاشوا عزلة تامة شهر أكتوبر من سنة 2008، حيث أكد أهالي قصور دائرة ''أولاد خضير'' في لقائهم مع ''النهار'' على أن مظاهر الفيضان لازالت قائمة إلى غاية يومنا هذا، مُذكرين في ذات الوقت بالواقع الذي انعكس سلبا على النقل المدرسي خلال الفيضانات التي شهدتها منطقة الجنوب الغربي شهر أكتوبر من السنة المذكورة وبالظروف المناخية القاسية التي فرضت عليهم في كثير من الأحيان حتمية الإنقطاع عن الدراسة لمدة فاقت عشرين يوما، بسبب فيضان وادي الساورة في تلك الفترة التي اضطرت فيها السلطات المحلية إلى استعمال ملحقة التكوين المهني لإيواء التلاميذ الذين تقطعت بهم السبل، الأمر الذي أثر على الحالة الصحية والنفسية لكثير من التلاميذ، وانعكس سلبا على مستوى التحصيل العلمي بمختلف الأطوار التعليمية. يومية ''النهار'' وخلال لقائها مع ممثلي المجتمع المدني في كل من دائرة أولاد خضير والواتة، سجلت مُطالبة سكان تلك التجمعات السكانية بالعديد من القصور، بالتفاتة مسؤولة لرفع كل الغبن عن مواطنين يعيشون على بعد 370 كلم من مقر الولاية بشار وطالبوا بتجسيد الوعود التي سبق للجهات العليا أن وعدت بإنجازها خلال وقوفها عند مخلفات فيضانات أكتوير 2008 المتمثلة في مشاريع الجسور الثلاثة المتأخرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في كل من بلدية ''لڤصابي'' و''تيمودي'' و''أولاد خضير'' و''الواتة'' وبالخصوص جسر ''لڤصابي'' الذي لم تُفلح فيه الأشغال، حيث جرفته السيول مرتين بعد إعادة إنجازه. وكان قد وقف الوالي عند العمق الكارثي لتلك المشاريع التي لازالت تُراوح مكانها، واطلع على الأسباب التي تداخلت فيها مسؤوليات كثيرة من بينها سوء التسيير، وتماطل بعض المسؤولين الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الإجتهاد لاختزال بعض الإجراءات التي كان من شأنها أن تُسوًى محليا، في حين ظلت مشاريع أخرى عالقة بسبب تأخر وصول الأغلفة المالية. وباعتبار تلك الجسور همزة وصل بين شريان الحياة المتمثل في الطريق الوطني رقم (06) وبين قصور دائرتي أولاد خضير والواتة، ألح السكان على ضرورة الإسراع في تجسيدمشاريعها المتأخرة في أقرب الآجال وهو المطلب الذي لم يترك للوالي من وسيلة أمام هذه الوضعية، سوى توجيه أوامر صارمة لمديرية الأشغال العمومية تقضي بإعداد تقارير مرفقة بالصور لتُوجًه في القريب العاجل إلى الوزارة الوصية من أجل تسجيل مشروع إنجاز الجسر الرابط بين قصور دائرة الواتة، في حين أعطى أوامر صارمة لمديرية الأشغال العمومية لتلتزم بمدة زمنية من أجل تسليم كل من جسري بلديتي ''لڤصابي'' و''تيمودي''.