أفرجت السلطات التونسية صبيحة أمس، عن 36 ''حراڤا'' جزائريا، تتراوح أعمارهم ما بين 14 إلى 28 سنة، ينحدرون من ولايات عنابة، سكيكدة، الطارف وسوق أهراس، كانوا في صحة جيدة عن طريق البر من المركز الحدودي للشقيقة تونس ''ساقية سيدي يوسف'' إلى المركز الحدودي الجزائري ''الحدادة'' بولاية سوق أهراس، وسط فرحة عارمة لأهالي ''الحراڤة''، الذين عبّروا عن سعادتهم بطريقتهم الخاصة . وجاءت عملية إفراج السلطات التونسية عن ''الحراڤة'' ال36 الجزائريين، بعد عملية إنقاذ قام بها خفر السواحل للدولة الشقيقة تونس، نهار الأحد الماضي عقب دورية روتينية لها عبر مياهها الإقليمية ببنزرت وبالتحديد النقطة البحرية ''رفراف''، أين اكتشف طاقم الدورية لخفر السواحل التونسية وجود قاربين عليهما ''حراڤة''، ممّا جعلهم يتدخلون بسرعة ، حيث عثروا عليهم في حالة يرثى لها، بعد أن تاهوا في عرض البحر لأكثر من 4 أيام كاملة، بعد رحلة هجرة سرية نحو الضفة الأخرى من المتوسط، انطلاقا من سواحل سيدي سالم بعنابة، غير أن رحلتهم لم تكتمل بعد عطب في محرك القاربين، ليتم انقاذ ''الحراڤة'' من الموت المحقق وإسعافهم بمستشفى ''الحبيب بوقطفة'' وسط مدينة بنزرت، أين تم تقديم الإسعافات الطبية اللازمة لهم من قبل القائمين عليه، ومن ثم تحويلهم على التحقيق الأمني، حيث تم تحرير محاضر سماع في حق جميع ''الحراڤة'' الموقوفين، وتقديمهم أمام الجهات القضائية التي أمرت بترحيلهم إلى الجزائر. وقد عبّر ممثلو أهالي ''الحراڤة'' بولاية عنابة، صبيحة أمس، عقب انتشار خبر إفراج السلطات التونسية عن 36 ''حراڤا'' جزائريا تم إنقاذهم من قبل خفر السواحل التونسية قبالة شواطئ بنزرت، عن ارتياحهم العميق لهذه العملية، متمنيين في السياق ذاته أن يشمل الإجراء باقي ''الحراڤة'' الجزائريين الآخرين الذين تم توقيفهم في الأشهر القليلة الماضية قبالة المياه الإقليمية التونسية، مؤكدين في ذات السياق أن أولادهم يقبعون في السجون التونسية لأكثر من سنة ونصف، من خلال حقائق ودلائل تم الحصول عليها، لاسيما سجل المكالمات التي أجراها ''الحراڤة'' الموقوفين مع أهاليهم في وقت سابق. وقد انعقدت أمس، عقب سماع خبر الإفراج عن الحراڤة ال36 الجزائريين، ندوة صحفية بمقر المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بعنابة، نشطها محامون وممثلو أهالي ''الحراڤة''، الذين جددوا خلال هذا اللقاء دعوتهم إلى البرلمانين الجزائريين، باعتبارهم ممثلي الشعب، التدخل العاجل من خلال طرح هذا الملف الحساس ''الحراڤة المفقودين إلى يومنا هذا''، داخل قبة الغرفة السفلى.