بعدما بلغ 92 بالمائة في التسعينات أكد كمال كلو المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية أن استهلاك العائلات الجزائرية لمادة اليود بملح الطعام تراجع إلى 7ر60 بالمائة خلال السنوات الأخيرة في حين كانت النسبة 92 بالمائة خلال سنوات التسعينيات .. وأشار الأستاذ كلو خلال يوم دراسي حول هذا الموضوع إلى أن تحقيقا أنجزه المعهد الوطني خلال سنة 2006 و شمل عينة تتكون من 5000 عائلة اظهر انخفاض ملحوظ في استهلاك هذه المادة الضرورية لحياة الإنسان. ودعا نفس المسؤول إلى التعجيل في تقييم الأسباب وتشخيص العوائق التي أدت إلى هذا التراجع والبحث عن الحلول وإعادة بعث مخطط مكافحة الاضطرابات الناجمة عن النقص في مادة اليود.. أما الاستاذ مراد سمروني رئيس مصلحة أمراض الغدد الصماء بمركز بيار وماري كوري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا فقد أشار من جهته إلى الأمراض والأخطار التي تنجم عن النقص في مادة اليود ولاسيما ظهور السلاعة وتضخم الغدة الدرقية والأورام السرطانية بالاضافة الى تعقيدات الجراحة المترتبة عنها. وقال الاستاذ سمروني ان تضخم الغدد الصماء أو ارتفاع في نسبة وظيفتها عند الأطفال نتيجة انخفاض نسبة اليود يؤدي إلى مخاطر جسدية كالإعاقات ونفسية كتأخر ذهني بالاضافة إلى اضطرابات في الخصوبة مستقبلا. كما يؤدي هذا النقص في بعض الحالات حسب نفس المختص إلى مراض خطيرة أخرى تتمثل في الانتفاخ الكبير للغدة الدرقية واضطرابات عصبية لايمكن إصلاحها مهما تطورت وسائل العلاج.