اعتماد نقاط السنوات الثلاثة كمقياس أساسي في التنقيط ومنح الدرجات ينتظر في الأيام القليلة القادمة أن يفصل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مشروع تقدم به وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد بهدف إلغاء امتحان شهادة البكالوريا دورة 2008 وتمكين كل الممتحنين وعددهم نحو 600 ألف مترشح مكن الحصول على هذه الشهادة. ويهدف مشروع المرسوم الرئاسي في عرض الأسباب إلى التجاوب إيجابيا مع المطالب المعبر عنها من طرف التلاميذ خلال بداية العام الجاري في سلسلة الإحتجاجات حول كثافة البرامج وتشعب المواد بشكل يؤثر سلبا على تحصيل الطلبة في الجانب الدراسي. وبموجب أحكام مشروع الأمر الرئاسي سيتم وضع التنقيط والدرجة على أساس النتائج المحصل عليها في السنوات الثلاثة من التعليم الثانوي والتي ستتخذ كمرجع أساسي. ويعتبر هذا القرار الأول من نوعه من الاستقلال سنة 1962 ويأتي في سياق تزايد الضغوط والمخاوف من خروج طلبة الثانويات مرة ثانية للشارع للتعبير عن احتجاجاتهم رغم فعالية الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتي أشركت ممثلي الطلبة في لجان التقييم الدراسي التي تتولى تحديد وحصر المواد المعنية بالامتحانات. ولحد الساعة لم يرد رئيس الجمهورية على مشروع المرسوم الرئاسي لا بالموافقة ولا بالرفض ولكن مصادر مطلعة كشفت ل "النهار" أن الرجل الأول في قصر المرادية طلب من وزير التربية اتخاذ الإجراءات الملائمة لتقليص من المخاوف المعبر عنها من طرف الطلبة والتي استغلت سياسيا من بعض الأحزاب النشطة في قطاع التربية لمحاولة تغذية أعمال الشغب. وكان وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد كشف خلال افتتاحه للعام الدراسي الحالي عن نيته في بلوغ نسبة نجاح في شهادة البكالوريا بنسبة 70 بالمائة، و انتقد يومها مشروع عميد الوزراء وعلقت عليه الصحف بأن هذه النسبة ستدخل الوزير أبو بكر بن بوزيد عالم "قينيس" للأرقام القياسية إذ ما بلغت نسبة النجاح 70 بالمائة بحيث كانت أعلى نسبة نجاح سجلت لم تتجاوز 40 بالمائة. لكن مشروع الأمر الرئاسي قد يضمن البكالوريا للجميع لكن مع إمكانية أن يتعرض أصحاب هذه الشهادات للإقصاء من دخول الجامعات في الخارج في حال ما إذا طبق القرار لأن الجامعات الأجنبية التي تحترم البكالوريا الجزائرية تصر على أن يكون هذا الاستحقاق منافسة بالدرجة الأولى. وقد عرف الدخول المدرسي هذا العام اضطرابات أدت إلى شل المدارس في بعض المناطق من الوطن بعدما دخل تلاميذ برنامج التعليم القديم و أولياؤهم في حركة احتجاجية للمطالبة بإجراء دورتين لاجتياز شهادة البكالوريا لهذه السنة. يأتي هذا في الوقت الذي كان التلاميذ المترشحين لنيل شهادة التعليم الابتدائي أكثر حظا بعدما قرر بن بوزيد منح الشهادة للجميع بعد إجراء الامتحانات، و هو القرار الذي استحسنه الجميع خاصة التلاميذ و أوليائهم، وها هو اليوم يتقدم بمشروع آخر سيفصل فيه بوتفليقة في اقرب الآجال و الذي يهدف إلى منح كافة تلاميذ البكالوريا فرصة النجاح و دخول الجامعة دون إجراء الامتحانات كما هو معمول به في السنوات الدراسية السابقة، وهو الذي سيكون سابقة في تاريخ التعليم بالجزائر إن وافق عليه رئيس الجمهورية.