في خطوة غير مسبوقة، هددت رئاسة الجمهورية بالمتابعة القضائية لكل من يفتح صفحة مزورة أو حساب وهمي باسم كبار المسؤولين في الدولة على منصات التواصل الاجتماعي. وجاء التحذير التي أطلقته الرئاسة عبر مديرية الصحافة والاتصال لديها، على نحو غير مسبوق، ليعبر بشكل غير معلن عن “وصول الموس للعظم”. ويكشف التعاطي الجدي والتحذير الذي أطلقته الرئاسة من ظاهرة انتشار الحسابات المزيفة المنسوبة لكبار المسؤولين، عن إحساس بتعاظم مخاطر الظاهرة، وتوجس من تحول الأمر إلى حرب الكترونية. وظاهرة إطلاق حسابات وهمية باسم مسؤولين كبار، هي ليست ظاهرة مقتصرة فقط على الجزائر، لكن مكمن خطورتها هنا، هو لعدم وجود وسائل لمجابهتها. فعلى سبيل المثال، يمكن لأي كان إطلاق صفحة باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن هل يمكنه فعلا خداع المتلقين والناس بأنه هو فعلا ترامب أو ماكرون. حتما الإجابة على هذا السؤال ستكون بلا، لأن حسابات كبار المسؤولين في العالم، تتميز بحملها للشارة الزرقاء، ما يعني أنها معتمدة من طرف إدارة تويتر أو فايسبوك. وتعتبر تلك الشارة الزرقاء بمثابة حماية لصاحب الصفحة والمتلقي في آن واحد، لكونها تساعد على التفريق بين الحساب الرسمي والحساب المزيف، وبالتالي تفادي نشر الأخبار الكاذبة وانتحال الصفة. غير أنه في الجزائر، ومع انعدام ثقافة ترسيم حسابات منصات التواصل بالشارة الرزقاء، تتزايد خطورة ظاهرة إطلاق حسابات مزيفة باسم المسؤولين، لأن عدم وجود الشارة يوقع الناس في الخلط وينساقون بسهولة وراء أي حساب مزيف. الخبير إيهاب تكور: خطوة إيجابية لكن غير كافية اعتبر الخبير في تكنولوجيات الاعلام والاتصال، إيهاب تكور، أن السلطات قد اتخذت خطوة إيجابية لمواجهة حروب الجيل الرابع، التي يشنها أشخاص مجهولون على مواقع التواصل الاجتماعي، باسم مسؤولين. وحذر المتحدث في تصريح ل “النهار أون لاين”، من نشر أخبار غير دقيقة وإشاعات، من شأنها إشعال الفتنة وزيادة العنف والانقسام في المجتمعات. وقال تكور إن “محاربة الحسابات المزيفة باسم كبار المسؤولين لا يكفي بهذا الشكل، فهناك صفحات تروج للفتنة وتشعل فتيل النميمة، تسببت في إحداث انقسام في عديد المجتمعات”. وأضاف “هناك البعض ممن فتحوا صفحات باسم شخصيات، يهدفون الى الدعابة أو لاستقطاب عدد كبير من المتابعين، وآخرون يسعون لنشر أخبار كاذبة أو دعايات مغرضة، تضلل الرأي العام”.