دعت قيادة الثورة في ليبيا القوى الغربية لاغتيال العقيد معمر القذافي، وشن هجمات عسكرية على قواته لحماية المدن التي يسيطر عليها الثوار من الهجمات الدموية، حيث صرح المتحدث باسم المجلس الوطني الإنتقالي أن هذه الدعوة حملها وفد من الثوار التقى الرئيس الفرنسي ووزيرة الخارجية الأمريكية بباريس في إطار اجتماع مجموعة الثمانية التي تناقش مسألة الحضر الجوي في ليبيا. وأوضح الغرياني أن الرسالة التي حملها الوفد الليبي تدعو إلى فرض حظر جوي على ليبيا، والقيام بهجمات تكتيكية تستهدف الصواريخ والدبابات التي يستخدمها القذافي ضد المدن الليبية، وكذلك ضرب المجمّع الذي يقيم فيه القذافي، مشيرا إلى أن ذلك هو مطلب المجلس الوطني أيضا، مضيفا أنه لا أحد سيذرف دمعة واحدة على موت القذافي. وحذر المتحدث باسم المجلس الوطني الإنتقالي من استعانة الثوار بالمتطرفين في محاربة القذافي، في حال عدم وجود الدعم اللازم من قبل الغرب لوضع حد للنظام الحاكم، داعيا إلى ضرورة أن تكون هذه المساعدة ''عملية للثوار من أجل تحرير أنفسهم'' من حكم القذافي، مشيرا إلى أن الغرب لا يدرك الوضع في ليبيا، فالثورة بدأت لأن الناس يشعرون باليأس بسبب الفقر والقمع، وقد كان أملهم الأخير هو الحرية. وأضاف أنه في حال عدم تدخل القوى الغربية لنصرة الثوار فإن هؤلاء سيصيرون هدفا للمتطرفين، الذين سيقولون لهم إن الغرب لا يبالي، في حين قالت صحيفة ''ذي ڤارديان'' البريطانية أنها تستبعد الهجوم العسكري من قبل الغرب على قوات القذافي، في ظل التركيز في الوقت الراهن على قضية فرض الحظر الجوي، واعتبرت هذه الدعوة اعترافا من الثوار أن خسائرهم العسكرية الأخيرة جاءت تحت وطأة الهجمات الصاروخية العنيفة. وتشير مصادر إلى أن الحظر الجوي وحده قد لا يكون كافيا لمنع التقدم المستمر لقوات القذافي نحو بنغازي التي تعد معقل الثوار، لأن القضية تتسم بالتعقيد بسبب معارضة بعض الثوار أنفسهم لأي تدخل أجنبي، لما يخشونه من غزو آخر كما حدث في العراق. بعد سيطرتها على مدينة زوارة قوات القذافي تزحف نحو معقل الثوار في بنغازي قتل أمس، بمدينة زوارة غرب ليبيا، أربعة عناصر من الثوار برصاص قوات العقيد معمر القذافي، وتمكنت من استعادة السيطرة على المنطقة بعدما انتهى القتال مع الثوار بانسحاب بعضهم واستسلام البعض الآخر، بينما استطاع الثوار بمدينة البريقة القريبة من بنغازي صد هجوم قوات النظام الليبي، واستعادوا السيطرة على المنطقة الصناعة بعدما أرغموا على الإنسحاب منها في وقت سابق. وذكرت وكالة ''رويترز'' أن قوات تابعة للقذافي شنت هجمات جوية على إجدابيا القريبة من بنغازي، حيث يرابط الثوار والمجلس الوطني الذي يدير أعمال شرق البلاد منذ بدء المعارك قبل شهر من الآن، حيث يعتبر ذلك تهديدا لكل ما حققته الثورة حتى الآن من انتصارات، وذلك في حال تمكنت قوات القذافي من بلوغ مدينة بنغازي التي تعد مطلبها الأول. والتقى أول أمس، وزير الخارجية الليبية موسى كوسا، مبعوث الأممالمتحدة الخاص عبد الإله الخطيب في طرابلس، أين اتفقا على عقد اجتماع ثان أمس، حيث ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن المبعوث الأممي، جاء إلى طرابلس للوقوف على حقيقة الوضع في ليبيا، في حين أرسلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون -حسب وكالة ''رويترز''- بعثة إلى معقل الثوار ببنغازي في إطار التعامل مع الأزمة -حسب ما أعلنت المتحدثة باسمها أول أمس. وتتمثل مهمة البعثة في جمع المعلومات وتقييم الوضع، بهدف دعم الخطة الوقائية الراهنة للتعامل مع الأزمة الليبية، حيث قال دبلوماسي أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن ''منطقة الحظر الجوي تشكل جزءا من الخطة الوقائية الحالية''.