اتهموا بعض الدول باغتنام الفرصة لتصفية حسابات تاريخية وسياسية انتقد خبراء وباحثون في الدراسات الإستراتيجية والأمنية سياسة المجموعة الدولية والتدخل العسكري في ليبيا، تطبيقا لقرار مجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة القاضي بفرض الحضر الجوي، محذرين من مغبة الإنفلات الأمني بالمنطقة في حال استمرار العمليات العسكرية على المدن والبنية التحتية، أو التدخل البري، مخافة استغلالها من قبل الجماعات المتطرفة واستثمارها في إعادة النشاط من جديد والعمل على زعزعة الإستقرار الذي بدأت تشهده المنطقة. وقال، نور الدين عمراني، العقيد المتقاعد خلال إشرافه على محاضرة أول أمس، بمقر مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية والأمنية، تطرق فيها إلى الجانب التقني والعملياتي الخاص بالتدخل العسكري في ليبيا، أن هذا الحضر يكلف مجموعة التحالف يوميا 13 مليون أورو يوميا، نظرا للآلة الحربية الهائلة التي يستعملونها والتقنيات العالية، المتمثلة في الصواريخ والطائرات الحربية الفتاكة. وأضاف، عمراني، أن الإمكانات الهائلة التي سخرتها المجموعة الدولية لفرض الحضر الجوي على ليبيا، مكنتها من السيطرة التامة على سماء ليبيا، مشيرا إلى القدرات الحربية والوسائل المخصصة، زيادة على الخبرة والتجربة التي جعلت قوات الدول الكبرى تطلع على كل صغيرة وكبيرة، معتمدة على أحدث تقنيات الإتصال فيما بينها زيادة على القدرة على التشويش على اتصالات القوات الليبية فيما بينها. وأكد العقيد أن قوات التحالف في إمكانها فرض حضر جوي كامل تطبيقا لقرار مجلس الأمن، دون الحاجة إلى العمليات العسكرية، حيث قال أنه في حال التدخل العسكري فإن الحرب القائمة حاليا في ليبيا ستأخذ منحى الأحداث الأخيرة في العراق، مضيفا أن الخبرة والتجربة إلى جانب العتاد والقوة التي تحوزها هذه الدول ستمكنها من تطبيق القرار الأممي، دون عمليات عسكرية قد تؤدي إلى حالة لا استقرار بالمنطقة. وذهب باحثون حضروا الملتقى إلى اتهام دول كبرى كفرنسا باستغلال الفرصة لتسوية حسابات شخصية تاريخية مع العقيد معمر القذافي، وكذا ضرب استقرار وأمن المنطقة وتحويلها إلى حلبة صراع، كما هو الحال بدول الشرق الأوسط، فيما أسف آخرون لضعف الدبلوماسية العربية وقرارات الجامعة العربية، التي اعتبروها وراء التدخل العسكري إذ أنها لم تتمكن من فرض رأيها، وقال بعض السياسيين أن هذه الحرب وليدة حسابات سياسية وتضارب مصالح عربية مقارنة بما حدث في تونس ومصر. وقال آخرون أن التدخل العسكري على ليبيا لا بد منه لإيقاف المذابح التي نفذها القذافي ضد شعبه، كما أنه كان وراء هذا التدخل العسكري باختياره قرار القمع الذي مارسه ضد الثوار، بدل الحوار الذي كان سيجنب ليبيا تدخلا عسكريا، فيما قال سياسيون أن الهجمات العسكرية ضد ليبيا سيعزز من موقف الجماعات الإرهابية المتطرفة لبعث نشاطها من جديد وإعادة بناء نفسها، بعدما فقدت كل أمل قبل سنوات في استعادة مجدها، خاصة إن تدخلت قوات التحالف برا.