سطّرت قيادة الدّرك الوطني بالموازاة مع حلول موسم الربيع، مخططا خاصا لتأمين جميع مواقع الراحة والإستجمام والمناطق السياحية التي تشهد توافدا معتبرا من قبل العائلات والزوار وحتى السياح الأجانب، وذلك في إطار إستراتيجية أمنية جديدة، تهدف إلى محاربة ما يعرف بالإجرام المناسباتي أو الموسمي، حيث تضمّن المخطط تجنيد تعداد خاص من عناصر سلاح الدّرك، لتأمين كل المواقع طوال هذه الفترة، مع تنظيم دوريات مستمرة عبر الطّرق والمسالك المؤدية إلى هذه الأماكن. إضافة إلى نصب نقاط مراقبة وتفتيش بصورة فجائية لتنظيم حركة المرور والتّحكم في سيولة الأفراد. ويشمل المخطّط حسبما كشفه أمس رئيس خلية الإتصال بقيادة الدّرك الوطني، المقدّم عبد الحميد كرود، أغلب المناطق السّياحية والمحميات الطّبيعية، زيادة على المواقع التّرفيهية عبر كامل ربوع الوطن، فعلى خلاف مخطّط دلفين المخصّص لتأمين موسم الإصطياف والموجّه خصيصا إلى تأمين 14 ولاية ساحلية، فإنّ المخطّط الرّاهن يمتد إلى الولايات الدّاخلية منها وحتّى الجنوبية التي تعرف إقبالا معتبرا من السّياح الأجانب، خاصة فيما يتعلّق بموسم السّياحة الصّحراوية. وأوضح المقدّم خلال ندوة صحفية عقدها بمقر المجموعة الولائية للبليدة التي اختيرت كعينة لعرض تفاصيل المخطط لاحتضانها حظيرة الشّريعة المصنّفة كمحمية عالمية، أنّه تم تخصيص ما لا يقل عن 70 فردا إضافيا، لتأمين كل موقع من المواقع السّياحية والمناطق الطّبيعية التي تزخر بها البلاد، على غرار الحمامات المعدنية والمحميات الطّبيعية، والتي تقصدها العائلات الجزائرية بكثرة، خلال هذا الفصل الذي يتزامن مع عطلة الربيع المدرسية التي تغتنمها الأسر لقضاء بعض الوقت في كنف الطبيعة، ممّا يجعلها في بعض الأحيان فريسة سهلة و عرضة إلى عصابات الإعتداءات والسرقة، ويعتبر هؤلاء العناصر -حسب ذات المتحدث- بمثابة دعم لوحدات فرق الدّرك الوطني المختصة إقليميا، والتي تنشط بصفة دائمة طوال السنة في حدود مهامها الرّئيسية، حيث نشر التّعزيز الإضافي في الأماكن الحسّاسة والتي تؤهلهم للتّدخل السّريع فور وقوع أي حادث، كما تم في ذات السّياق؛ تسطير تنظيم مجموعة من نقاط المراقبة والتّفتيش التي يتم نصبها بصورة عشوائية في محيط المسالك المؤدية إلى هذه المواقع السياحية والمنتجعات الترفيهية، بهدف التّحكم في حركة المرور وتنظيم تنقل الأشخاص، في حين تسهر من جهتها فصائل الأمن والتدخل بصفة دائمة، على تنظيم درويات راجلة وأخرى راكبة، التي تستهدف الأماكن المعزولة والبعيدة نوعا ما. من جهته، كشف المقدّم دنيا محمد نجيب، قائد المجموعة الولائية للدّرك الوطني بالبليدة، أنّ وحداته وضعت منذ بداية السنة الجارية، حدا لنشاط 5 عصابات، متكونة من 2 إلى أربعة أفراد، أغلبهم ينحدرون من الولايات المجاورة، مختصين في الإعتداء على الأشخاص والعائلات التي تقصد المحمية وتجريدهم من ممتلكاتهم الثّمينة وهواتفهم النّقالة باستعمال الأسلحة البيضاء من سكاكين وخناجر، حيث تختار الأشخاص الذين يفضّلون الإنعزال بعيدا عن مرافق المنتجع، خاصة الأزواج منها، نافيا في نفس الوقت، أن يتعلق الأمر بعصابات قطاع الطّرق أو جماعات نصب الحواجز المزيّفة، للإستيلاء على مركبات الأشخاص.