أصبح استخدام تكنولوجيا الإعلام والإتصال من جانبها السلبي ينحو منحى خطيرا، حيث أضحت وسيلة سهلة لتهديد الطرف الآخر في مواقع المحادثة الإجتماعية على ''النات''، ومن بين القضايا الخطيرة المعالجة في العدالة هي تهديد شاب لقاصر للإمتثال إلى رغباته في الحصول على المال والمجوهرات، وفيما يلي تفاصيل القضية التي استعرضت في جلسة سرية بمحكمة الرويبة للجنح. تعرّف شاب على قاصر في مواقع الدردشة الإلكترونية عبر الشبكة العنكوبوتية، حيث كانا يتبادلان رسائل عبر ''الفايس بوك'' خلال شهر رمضان الماضي، وبعد تطور العلاقة بين الطرفين ربطا موعدا للإلتقاء في شقة عمّة القاصر التي تدرس في الثانوية، بحكم أنها لا يمكن أن تلتقي به في الشارع، وباعتبار القاصر من عائلة ميسورة الحال والشاب من عائلة فقيرة كانت تساعده في تقديم المال والمجوهرات لمعالجة والدته المريضة، إلا أنه أصبح يبتزها من أجل الحصول على المزيد، وبعد خمسة لقاءات بينهما، تعبت القاصر من التهديدات التي طالتها من الشاب، خاصة عند اكتشاف أمرها وأن الأموال والمجوهرات اختفت من منزل العمّة التي في غالب الأحيان تكون خارج البيت لمهامها العملية. وخلال الجلسة السرية مساء أول أمس بمحكمة الرويبة للجنح، وبعد فتح ملف المتهم من طرف القاضي، تم ضم القضيتين المتابع فيها في ملف واحد، حيث اتهم بالسرقة والتهديد بالتشهير، إذ أن الشاب كان يهدد القاصر بأنه سيخبر والدها بأنها تلتقي به في الشقة، وعليها أن تقدّم له مبلغا ماليا ومجوهرات مقابل سكوته، وفعلا كانت القاصر تعطي في كل مرة شيئا من المعدن الأصفر إلى غاية أن ضاقت منه واشتبه في إقدامه على السرقة كونه يدخل إلى أرجاء الشقة. المتهم وأثناء استجوابه أنكر تهمة السرقة، فيما اعترف بجنحة التهديد، متحججا بأنه يعاني من مشاكل اجتماعية وهو المعيل الوحيد لأسرته، كما أن أمه طريحة الفراش وإخوته في السجن، كما أكد أنه لم يمس القاصر في شرفها، فيما أكدت القاصر أنه كان يهددها بأصدقائه في حال عدم تلبية رغبته في جلب الأموال وفضحها أمام عائلتها، ليلتمس ممثل الحق العام عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا و10ملايين غرام مالية في حق المتهم.