رسالتنا للجيل الحالي أن يستنبط العبر من فريق الأفلان للنهوض بالرياضة الجزائرية ارتأينا تزامنا مع الذكرى الخمسين لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم تسليط الضوء على هذا الفريق الذي كان بمثابة الوجه الرياضي للثورة الجزائرية المظفرة من خلال الرسالة النبيلة التي كان يحملها والتي كانت بالأساس تتركز على التعريف بالقضية الجزائرية في مختلف المحافل الرياضية الجزائرية. تفكيرنا لم يستغرق وقتا طويلا على الإطلاق لتكون وجهتنا الى عمي محمد علام المسؤول السياسي لفريق جبهة التحرير الوطني وأحد المؤسسين الأوائل. استقبلنا عمي محمد بمنزله، الكائن بزرالدة بالعاصمة وأبى إلا أن يوجه رسالة الى الشباب الجزائري والرياضي بصفة خاصة ما أحوجنا إليها في الوقت الراهن بالنظر للوضعية الكارثية التي تتخبط فيها الرياضة الجزائرية بالرغم من أن المعطيات أحسن بكثير مما كانت عليه في السابق أو لنقل لا مجال فيها للمقارنة بالرغم من أن عناء السنين بدا واضحا وجليا في الصعوبة التي كان يجدها في الإجابة على مختلف تساؤلاتنا، إلا أن عمي محمد احتفظ بميزة طول البال والصبر التي ساهمت في تحديه رفقة باقي رفاق دربه للعراقيل التي كان يضعها الاستعمار الفرنسي، وقد صبت مجمل تدخلاته في التركيز على العبر التي يمكن استنباطها أو أخذها بعين الاعتبار من قبل الجيل الحالي أو القائمين على تسيير شؤون الكرة والرياضة بصفة عامة للنهوض بها وإعادتها الى سابق عهدها رسالة طالب من خلالها عمي محمد من الشباب الحالي فهمها واستخلاص المواعظ والعبر منها. كثرة المال أفقد الجميع الوعي وسكوتي تعبير عن عدم رضاي المسؤول السياسي الأول لفريق جبهة التحرير الوطني وبالرغم من تقدمه الكبير في السن إلا أنه أبان عن اطلاع واسع بكل كبيرة وصغيرة تدور في فلك الرياضة الجزائرية في الوقت الراهن وكرة القدم بدرجة خاصة، وقد أبدى هذا الأخير تأسفه الكبير لما آلت إليه في السنوات الأخيرة. وبلهجة مازحة لخص الأسباب الرئيسية الكامنة وراء هذه الوضعية غير المريحة وذلك في قوله :بأن كثرة المال أفقد القائمين على تسيير الكرة في بلادنا وعيهم: مؤكدا بأن سكوته في السنوات الأخيرة وتحبيذه عدم الخوض في شؤون الرياضة هو تعبير صريح من قبله عن عدم رضاه عن الوضع الحالي التي تدحرجت إليه الرياضة الجزائرية الى أدنى مستوياتها. سأضع جميع وثائقي تحت تصرف الرياضيين في الأرشيف وقد أبرز لنا ذات المتحدث أنه ينوي في القريب العاجل تقديم جميع وثائقه الى مديرية الأرشيف ببئر خادم قصد تمكين الجيل الصاعد من الاطلاع على أبرز المراحل التي مر بها فريق جبهة التحرير الوطني منذ التأسيس وعلى مدار 5 سنوات كاملة، مضيفا بأن جميع معارفه وتجاربه سيضعها تحت تصرف كل من يريد الاطلاع على كل كبيرة وصغيرة تخص الفريق وتضحيات الرجال على شاكلة مخلوفي، المرحوم مختار عريبي، بومزراق، معوشي.... وآخرين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل الجزائر، مبرزا في ذات السياق بأن بيته وقلبه مفتوح لأي شخص كان. ضميري مرتاح لما قدمته للرياضة الوطنية والشهرة لم تكن هدفي وبالرغم من أن عمي محمد علام لم يتوان في تأكيد عدم رضاه على الوضعية الكارثية التي آلت إليها الرياضة الجزائرية في الوقت الراهن، إلا أنه أكد بأن ضميره مرتاح لمساهماته على مدار السنين في خدمة الرياضة الجزائرية بما كان متاحا له. وعن الدوافع الحقيقية لابتعاده عن الساحة الإعلامية بدرجة خاصة في الآونة الأخيرة الى جانب تعبيره الصريح عن عدم رضاه لما هو حاصل في الساحة، عدم سعيه للشهرة والتشهير لنفسه على حد قوله وإنما مساهماته تبقى الى حد الآن في السر لأن خدمة الوطن لا تنتظر أي جزاء ولا شكور. عمي محمد يسرد البدايات الأولى للفريق وأبرز العراقيل الفرنسية وقد عرج الرجل الأول عن الهيئة السياسية لفريق جبهة التحرير الوطني الى بدايات فريق جبهة التحرير لوطني منذ التأسيس الى غاية الاستقلال، متحدثا عن العراقيل التي كانت تضعها السلطات الفرنسية. وعن كيفية انسحاب اللاعبين الجزائريين الذين كانوا ينشطون في البطولة الفرنسية وفقا لأوامر كانوا يتلقونها من قبل الهيئة السياسية لجبهة التحرير الوطني والتي كان عمي محمد المكلف بإيصالها الى اللاعبين الذين سرعان ما لبوا نداء الوطن والتحقوا بتونس حيث كان المقر الرئيسي لفريق حزب جبهة التحرير الوطني، الى جانب المساهمات الفاعلة للاعبين في الثورة الجزائرية على جميع الأصعدة وحتى على الصعيد المادي بالرغم من أنهم كانوا يتقاضون رواتب لا تكفي حتى لتلبية احتياجاتهم اليومية. أهم المناصب التي تقلدها بعد الاستقلال في سطور تقلد عمي محمد مناصب عديدة في مختلف الهيئات الرياضية في بلادنا بعد الاستقلال حيث كان على رأس الوفد الجزائري الذي شارك في أول ألعاب إفريقية سنة 1963 بالعاصمة السينغالية داكار، الى جانب أنه كان من المؤسسين الفاعلين للجنة الأولمبية الجزائرية الى جانب توليه منصب رئيس الاتحادية الوطنية للملاكمة ومناصب أخرى عديدة تؤكد المكانة التي يحظى بها عميد محمد على الساحة الرياضية الجزائرية. أزيد من 100 مباراة لفريق الأفلان والاستقلال ألغى المشاركة في دورة بأمريكا وكحوصلة لأغلب نشاطات فريق جبهة التحرير الوطني على مدار 5 سنوات كاملة، كشف لنا محمد علام أن الفريق تحدى جميع العراقيل التي وضعتها السلطات الفرنسية ودعواتها لمختلف الهيئات الكروية العالمية لمقاطعة مباريات الفريق وشارك في أزيد من 100 مباراة وكاد العدد أن يكون أكبر من ذلك لولا إلغاء آخر دورة بأمريكا اللاتينية التي صادفت إعلان استقلال الجزائر عام 1962. قائمة لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني - عمارة سعيد - علام محمد - بخلوفي قدور - بوشوك حميد - بوريشة محمد - دفنون دحمان - دودو علي - حدود عبد الله - إبرير سماعين - كروم عبد الكريم - كرمالي عبد الحميد - معوش محمد - مخلوفي رشيد - أوليكان مقران - سوكان محمد - سوكان عبد الرحمان - سلامي زامري - زيتوني مصطفى - زوبا عبد الحميد - روية عمار قائمة اللاعبين المتوفين عريبي مختار بن فضة علي بن تيفور عبد العزيز بوباكور عبد الرحمن بوشاشي شريف بومزراق محمد بورتال حسن براهيمي سعيد شابري حسان حداد سعيد إيبرير عبد الرحمان مازوزة عبد القادر أوجاني أحمد