عاش مستشفى ''بوزيدي'' المركزي بولاية برج بوعريريج زوال أمس؛ حالة طوارئ بعد تعرض تلاميذ مركز امتحان ''متوسطة عبد السلام عبد الله'' إلى تسمم غذائي، حيث استقبلت مصالح الإستعجالات أكثر من 150 تلميذ من المترشحين لامتحانات نهاية الطور الإبتدائي، من أصل 333 مترشح، كانوا قد باشرو الإمتحانات في الصبيحة، و بعد تناول وجبة الغذاء حوالي الساعة منتصف النهار و ثلاثين دقيقة غادر التلاميذ المركز وبقي أغلبهم قرب مركز الإمتحان في محيط المتوسطة، وبعد حوالي ساعة ونصف بدأ التلاميذ يتساقطون الواحد تلوى الآخر، ويغمى عليهم مع ظهور أعراض القيء والدوران، وتدخلت عشرات سيارات الإسعاف التابعة للحماية المدنية والمؤسسات الصحية، لنقلهم أفواجا إلى المستشفى لتلقي العلاج، و أثناء تواجدنا بمصلحة الإستعجالات بمستشفى بوزيدي اكتض بهو المستشفى ومختلف أقسام مصلحة الإستعجالات بأولياء التلاميذ والمسؤولين المحليين مع استنفار كل الطواقم الطبية، وكان التلاميذ يتلاحقون في حالة إغماء بالعشرات، وكانت تقدم لهم حقن ''سباسفون'' المسكنة لآلام البطن، بالإضافة إلى المقيئات، وبعد استحالة بقاء الجميع في مصلحة العناية، اتخذ القائمون على المستشفى إجراء بنقل التلاميذ الذين خرجوا من مرحلة الخطر إلى الطابق الخامس بمستشفى بوزيدي، و عند مغادرتنا المستشفى تم إبقاء ما يفوق المائة تلميذ تحت العناية الطبية، لكن صرحت مصادر طبية أن حالتهم غير خطيرة وستتحسن خلال ساعات، وتنقل المسؤولون المحليين على رأسهم والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي، المدراء التنفيذيين، بالإضافة إلى المنتخبين المحليين وأمام تزايد الأعداد اتصل رئيس المجلس الشعبي الولائي بمسؤولي مستشفى مجانة لتحضيره في حال طالت مدة استشفاء التلاميذ، لنقل البعض منهم إلى هناك، تفاديا للضغط الكبير على مستشفى بوزيدي، ثم تنقلنا إلى المتوسطة، أين تم تجهيز طاقم طبي بعين المكان ولم نجد أيا من التلاميذ، باعتبار أنه قد تم نقلهم جميعا إلى المستشفى والبعض منهم غادروا إلى منازلهم، وخلال لقائنا بمسؤولي قطاع التربية هناك، علمنا أن الوجبة التي تناولها التلاميذ تتكون من أرز وشرائح لحم بالإضافة إلى جبن وعصير، والغريب في الأمر أن كل الطاقم الإداري تناول نفس الوجبة ولم تسجل أية إصابات في أوساط البالغين، كما أكد مصدر من المتوسطة أن أغلبية الذين أصيبوا بالتسمم، هم من الإناث، وأكد القائمون على قطاع التربية؛ أن كل المأكولات التي تم تناولها سليمة من حيث مدة الصلاحية، في انتظار التحقيقات والتأكد من العينات والطبق الذي أرسل إلى الجهات المختصة لكشف أسباب التسمم، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، لا يزال ما يفوق 120 تلميذ بمستشفى بوزيدي يتلقون العلاج بعد خروجهم من دائرة الخطر حسب مصادر طبية ولم تسجل أية حالات وفاة أو إنعاش.