انتهت الحملة الانتخابية للأحزاب السياسية التي دخلت عن بكرة أبيها في سباق محموم نحو المجالس المحلية حتى تلك التي اشتهرت بالمقاطعة مثل الارسيدي و الافافاس و قد استنفرت هذه الأحزاب كامل قواها و طاقاتها لإغراء بقايا المواطنين بالذهاب إلى الانتخابات و قد اعتمدت الأحزاب على الملصقات و الأفيشات التي علقت كيفما اتفق في الارصفة و الطرقات و حتى الأشجار و كل هذا من اجل إقناع بقايا المواطنين من التوجه لصندوق الاقتراع . غير أنه و بقراءة بسيطة في هذه الملصقات التي حشدت لها كل الشعارات التي تعود الشعب على اجترارها منذ أمد بعيد يلاحظ أنها افتقرت إلى ادني شروط التصميم الفني للحملات زيادة على كونها استعملت شعارات مستهلكة لم تعد تقنع أحدا لأنها مستلهمة من عهود و مراحل فقد فيها الشعب الثقة في مسئوله فحماس مثلا عندما رفعت شعار " انتخبونا ثم حاسبونا " لم تقل للموعودين عن آليات هذه المحاسبة جبهة التحرير التي وعدت قواعدها بشعار " اليد في اليد لاعمار جزائر المجد " لم تقدم الملموس عن كيفية هذا البناء و النتيجة هي أن الأحزاب السياسية في الجزائر تفتقر إلى برامج واضحة لذا أصبحت تلجأ إلى الشعارات الفارغة التي لم يعد أحدا يثق بها . من جهة أخرى و بقراءة سيميولوجية لفن الصورة نلاحظ ان هذه الملصقات كرست ما يعرفه خبراء الحملات " بالعنف الرمزي " و عندما تتصدر صورة زعيم الحزب الملصقات رغم ان الانتخابات محلية فهذا يعطى قراءة واضحة على ما تعانيه أحزابنا من أزمة الدمقرطة و المشيخة و عقلية الزعيم التي ما تزال تسير الأحزاب الجزائرية التي تنادي بالديمقراطية في الشارع و تمنعها في بيتها فكانت النتيجة ان الملصقات الحزبية في حملة المحليات لم تفعل شيئا أكثر من كونها ساهمت و إلى ابعد الحدود في تكريس فكرة المقاطعة التي أصبحت قناعة لا رجعة فيها لدى فئات عريضة من الشعب.