تلقت المصالح الاستشفائية خلال الفترات الأخيرة، العديد من الحالات التي تعاني من تعفنات كبيرة في الغدد المضادة للعرق، إذ تبين بعد استجواب المرضى من طرف أطباء الجلد، أن أغلبهم يستخدمون بخاخات مضادات العرق التي تحتوي على مادة كلوريد الألمنيوم. ومن بين الحالات التي التقتها ''النهار'' بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، تلك المتعلقة بالفتاة ''م.و''، التي تبلغ من العمر 23 سنة، توجهت منذ شهر إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية، بعد أن تشكل تحت إبطها كيس متعفن شل حركة يدها، ليتبين أنها تعاني من تعفن في غدد العرق، بسبب استعمالها لبخاخات العرق التي تحتوي على مادة كلوريد الألمنيوم، التي تسببت لها في مضاعفات خطيرة استلزمت إخضاعها إلى جراحة موضعية عاجلة لاستخراج التعفن الذي أصيبت به، والمثول إلى علاج مكثّف بالمضادات الحيوية بجرعات كبيرة، وأضافت أن الأطباء الذين قاموا بمعاينتها طلبوا منها عدم استخدام البخاخات التي تحتوي على تلك المادة. أما حالة ''ز.ت''، فقد أصيبت هي الأخرى بتعفن على مستوى الإبط الأيمن، والذي استلزم استخراجه بواسطة علاج موضعي بالمضادات الحيوية، حيث أكد لها الأطباء الذين قاموا بمعاينتها على مستوى مستشفى بئر طرارية، أن سبب التعفن راجع إلى استخدام البخاخات المزيلة للعرق. وفي هذا الشأن، أوضح الدكتور محمد بن رضوان، رئيس مصلحة الأمراض الجلدية بالمستشفى الجامعي لمصطفى باشا، أن مادة كلوريد الألمنيوم، هي مادة كيماوية مصطنعة، تستعمل بكثرة في تركيبة مواد التجميل كمضادات التعرق وتطهير المياه، مشيرا في الشأن ذاته، إلى أن هذه المادة تضاف بشكل كبير إلى مزيلات العرق، وأضاف الدكتور أن هذه المادة تعد من أسباب الإصابة بداء الزهايمر وسرطان الثدي، وقال إن دراسات في أوروبا وبريطانيا بالتحديد كشفت وجود علاقة قوية بين استخدام مادة كلوريد الألمنيوم والإصابة بهذين المرضين، والتي تكون من خلال البخاخات المزيلة لرائحة العرق، إذ تتسبب في تعفن غدد العرق على مستوى الإبطين، إذ تظهر أعراضها على شكل أكياس تحتوي على القيح، وهو الأمر الذي يستلزم استخدام المضادات الحيوية بجرعات قوية لعلاجها، لمدة تصل إلى أسبوع تقريبا. وفي الصعيد ذاته، قال الدكتور أنه لتفادي هذا النوع من التعفنات، يستحسن استخدام بخاخات لا تحتوي على هذه المادة، والالتزام بقواعد النظافة من خلال استخدام الماء والصابون، والاعتماد على الطرق التقليدية باستخدام مادة ''الشب''، المضاد لرائحة العرق والذي يكون استخدامه مأمونا بشكل كبير جدا على الشخص.