السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا فتاة في الثلاثين من العمر، جامعية حافظت على القيم والأخلاق منذ صغري، لنشأتي في وسط محافظ، منذ أن بلغت سن الصبا وأنا أحلم كشأن الصبايا بأن أتزوج ويكون لي بيت وأطفال مع رجل يجمعني به حب وتفاهم وود. بلغت هذا السن ولم أتزوج فاستسلمت لقضاء الله. منذ فترة التقيت برجل لديه كل الصفات التي أتمناها في شريك حياتي، حمدت الله لأنّه رأف بحالي، فتحول الحلم إلى حقيقة، بعد أن تمت الخطوبة وأحب أن أذكر لك سيدتي أنه رجل مطلق لديه أولاد، لكنه يناسبني، لقد مر بتجربة قاسية مع زوجته، أفقدته الثقة بكل النساء، حاولت أن أعيد له الثقة المفقودة وتحملت حالته النفسية غير المستقرة، وعاهدت نفسي أن أعمل بكل ما في جهدي وطاقتي لإسعاده وإزالة ترسبات الماضي من أعماقه بعد الزواج. أعددت العدة لزواجنا وإذا به يتركني عائدا إلى حيث يقيم أولاده، دون إبداء أي سبب، حتى لم يواجهن بقرار الانفصال. شعرت بمرارة الألم والفراق، رغم مرور مدة من الزمن لم يتزوج بأخرى، لا أخفي عليك سيدتي، فأنا أفكر في السفر إليه كي أستعيد حبي وحلمي، فهل أخطأت لأنني تمنيت أن أقدم لهذا الرجل حياة فيها السعادة والأمان والحب ومساعدته من أجل الفوز بحياة أفضل. هل أذنبت لأنّني رجوت العثور على رفيق يؤنس وحدتي. سليمة/ تلمسان الرد: الواضح من رسالتك أن هذا الرجل غير مستقر وغير حاسم، والصورة الوردية التي رسمتها للحياة معه، هي من وحي خيال وليست مستقاة من الواقع، وإلا لما فعل ما فعل. من الواضح أيضا أنه اختار الطريق الذي يعتبر أنه الأفضل له في ظروفه الحالية ليقيم مع أولاده. تفكيرك في السفر إليه لن يحل المشكلة، بل سيعمق إحساسك بالخسران والمذلة، ويفقدك الثقة بكل شيء. لو كان يريد إصلاح ما فسد بينكما، لرد على اتصالاتك، عزيزتي مهما كان إحساسك بالألم لا تفقدي ثقتك بأنّ الله يهيء لنا الأصلح والأفضل حتى لو بدت الأمور وكأنها غير ذلك. الزواج جزء من رزق الإنسان وهو من عند الله فاقبلي بقضاء الله، وتذكري قوله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"..فأنت لا تدرين ماذا يخبئ لك القدر مستقبلا، اتجهي بالدعاء إلى الله أن يعوضك عن ذلك خيرا. ردت نور