رفضت المشاركة في فيلم عن حياتي، والجزائريون حيثما تولي وجهك تجدهم من يشاهد ويتحدث مع المدرب الوطني الجديد البوسني وحيد حليلوزيتش، للوهلة الأولى، لا يصدق أنه عاش حياة تعيسة ومؤلمة للغاية في بلده الأصلي البوسنة والهرسك وناجحة في آن واحد، بعد تنقله إلى أوروبا، وبالذات إلى فرنسا ومنها إلى أدغال إفريقيا مع فيلة كوت ديفوار وهو إنسان بسيط لكن رجل محترف بأتم معنى الكلمة. وكان لنا حديث خارج المألوف ودون الحديث عن الخضر مع المدرب الوطني، على هامش المباراة المتأخرة عن الجولة الثانية والتي جمعت مولودية الجزائر مع وفاق سطيف أول أمس بملعب بولوغين دون حضور الجمهور، بسبب العقوبة المسلطة على العميد والتي عاد فيها الفوز لأصحاب الأرض، المولودية، بهدف دون رد حمل توقيع الوافد الجديد يعلوي. وقال حليلوزيتش في تصريح ل ''النهار'': ''لقد عشت أوقاتا صعبة في بلدي، البوسنة والهرسك، أيام الحرب الأهلية عام 1992، فقد فقدت كل ما أملك، حيث كنت مالكا لحانة ومطعم في مدينة ''موستار''، بعدما خرب الجيش الصربي كل شيء ولم يبق طعم لحياتي بعدما صرت دون أموال وسقف يأويني أنا وعائلتي ونجونا بأعجوبة من الموت المحقق، وقررت الرحيل ومن ثم الهجرة إلى فرنسا حيث بدأت حياتي من جديد وألفت 3 كتب متوفرة حاليا في السوق تحكي سيرتي الذاتية، كما أن أحد المخرجين الفرنسيين تناول حياتي الشخصية في فيلم رفضت المشاركة فيه، رغم إلحاحه الشديد''. أحسن أوقاتي قضيتها في باريس سان جيرمان، طرابزون سبور وزغرب في المنافسات الأوروبية وأضاف نفس المتحدث: ''في فرنسا تجددت حياتي وصار لها طعم، خاصة بعد أن عدت مجددا إلى الميدان، حيث دربت كلا من نادي العاصمة باريس سان جيرمان، منذ 2003 إلى غاية 2005، حيث قضيت فيه أحسن أوقاتي، بعدما نلت مع هذا الفريق كأس فرنسا سنة 2004 مكننا من المشاركة في منافسة رابطة أبطال أوروبا، وهي ذكريات لا تنسى، قبلها نادي ليل الذي حققت معه الصعود عام 2000 فطرابزون سبور التركي موسم 2005/ 2006 والذي أنهيت معه الموسم في الصف الرابع مكننا من المشاركة في كأس الاتحاد الأوروبي، قبل أن أدرب منتخب كوت ديفوار وكانت لي ذكريات سيئة معه بعدما أهلته لمونديال 2010، لكن المسؤولين أقالوني والسويدي إيريكسون هو من قاد الفريق في موعد جنوب إفريقيا العالمي، قبل أن أعود مجددا إلى كرواتيا، حيث توليت تدريب دينامو زغرب وتوجت معه بلقب البطولة للمرة السادسة في تاريخ النادي، إلا انه، وبالرغم من النتائج الايجابية التي حققتها مع زغرب، قررت أن أستقيل بسبب سوء تفاهم بيني وبين رئيس زغرب، وألتحق بالمنتخب الجزائري الذي أشرف عليه منذ ثلاثة أشهر تقريبا''. الجزائريون علامة تجدها في كل أنحاء العالم ولم يفوت مدرب الخضر الفرصة ليؤكد لنا أن الجزائريين تجدهم في كل مكان أينما تحل وتذهب: ''في الحقيقة، الجزائريون علامة تجدها في كل أنحاء العالم وليس في قارة أوروبا فقط، وعكس ما يعتقد البعض، لدي العديد من الأصدقاء الجزائريين عبر كامل المعمورة، وفي فرنسا بالأخص''.