يبدو أن الناخب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، انطلق في تجسيد تهديداته وبدأ في العمل وفق مبدئه الشهير ''القانون فوق الجميع، وأي لاعب يخطئ سيطرد نفسه'' الذي أطلقه منذ بداية مسيرته التدريبية وأكد عليه في أولى ندواته بعد استلام مهامه على رأس العارضة الفنية للخضر. وهذا بعدما قرر إبعاد لاعب الوسط كريم زياني لأول مرة عن المنتخب الوطني بعد 8 سنوات كاملة قضاها لاعب مرسيليا السابق قائدا ولاعبا فوق العادة في صفوف المنتخب، كما واصل تهميش وإبعاد أبرز لاعب جزائري في الدوريات الأوروبية، رياض بودبوز، الذي يقدم أداءً قويا جدا مع سوشو ويمر بأفضل فترات مسيرته الرياضية بسبب غيابه عن تربص ''ماركوسيس''. ليبدأ حاليلوزيتش في أولى خطوات فرض الانضباط والصرامة كمعيار أساسي وسياسة جديدة يعتزم ترسيخها لدى اللاعبين من أجل إعادة الروح والهيبة للمنتخب من جهة، وتأكيد شهرته كمدرب مشهود له بصرامة استطاع بفضلها السيطرة على نجوم منتخب فيلة كوت ديفوار لأكثر من سنتين لم يذق فيهما مرارة الهزيمة سوى مرتين ضد اليابان وديا وضد الجزائر، كما تمكن حليلوزيتش بفضل هذه السياسة من تحقيق لقب رابطة أبطال إفريقيا مع الرجاء البيضاوي المغربي وكذا قيادة أندية ''ليل''، ''ريين'' و''باريسان جيرمان'' من القاع إلى قمة الكرة الفرنسية. دروغبا وزياني من نجوم ولاعبين فوق العادة، إلى...لا شيء فجر الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش، أمس الاول، أكبر مفاجأة منذ تعيينه مدربا للخضر بإبعاد كريم زياني من المنتخب بعد 8 سنوات كاملة قضاها زياني ''باترونا'' ولاعبا فوق العادة داخل المنتخب لم يكن أحد مما سبق من مدربين يجرؤ على انتقاده أو حتى إشراكه بديلا في جميع الأحوال، لكن من يعرف حاليلوزيتش يدرك أن الرجل قادر على كل شيء، خاصة وأنه سبق له إبعاد هداف إفريقيا ومرعب الحراس ''ديدي دروغبا'' عن منتخب كوت ديفوار، حيث أبقاه في عديد المباريات بديلا رغم أنه هداف من طراز نادر، وهذا لسبب بسيط هو أن دروغبا تراجع مردوده مع منتخب بلاده، فقرر إبعاده وهو نفس الامر الذي يحدث حاليا مع زياني الذي انخفض أداؤه منذ التحاقه بقطر وعليه أن يستعيد قوته ليعود الى الخضر من الباب الواسع، لانه لاوجود للاعب فوق العادة مع ''الكوتش وحيد''. روماريك نجم اشبيلية طرد بسبب تأخره عن التربص... والتاريخ يعيد نفسه مع بودبوز نفس الأمر الذي حصل مع دروغبا وزياني ينطبق على بودبوز، الذي رفض تلبية دعوة الخضر لتربص ماركوسيس قبل أسابيع، ويبدو أنه سيدفع الثمن غاليا مع حاليلوزيتش الذي أقصاه من مباراتين إلى الآن وهذا الأمر قد يطول اكثر، خاصة وأن حاليلوزيتش المعروف بصرامته لا يتلاعب ابدا في هذه الامور، حيث سبق له ان أقصى نجم منتخب كوت ديفوار ونادي ''اشبيلية'' الاسباني ''كريستيان روماريك'' من منتخب الفيلة عندما كان مدربا له، بسبب تأخره فقط عن تربص رفقاء دروغبا، عقب نومه وتضييعه للطائرة من اسبانيا. وقد جلب إبعاد روماريك الذي كان نجم منتخب بلاده رفقة دروغبا ويحيى توري لحاليلوزيتش سخط أنصار الفيلة والصحافة المحلية حيث لمح حاليلوزيتشه لذه القضية في ماركوسيس عندما أكد أنه طيلة السنتين التي قضاهما في ساحل العاج لم يتأخر إلا لاعب واحد فقط عن التربصات التي أقامها ووصل متأخرا للتربص فعاقبه ولم يستدعيه 6 أشهر كاملة، ليكون قدوة لبقية اللاعبين وهو ما يؤكد أنه سيقوم بنفس الأمر في الجزائر. تغير المدربون والعقلية واحدة، ''الصح ماكانش'' حاليلوزيتش يفتح جبهة انتقادات على نفسه، بإخفائه الأسباب الحقيقية لإبعاد زياني اصطدم الشارع الرياضي الجزائري، أمس، بمهزلة أخرى في المنتخب الوطني أبطالها الناخب الوطني البوسني حاليلوزيتش واللاعب المبعد من تشكيلة محاربي الصحراء، كريم زياني، اللذين أدليا بتصريحات صحفية متناقضة وكأنهما في حرب معلنة، ولكن بمفردات لبقة، فقد أكد مدرب الخضر أن أسباب إبعاده لأقدم لاعب في التشكيلة الوطنية تكون الإصابة في حين كذب اللاعب ذلك وكشف أنه لا يعاني من أي إصابة وعبر عن تأثره من سقوط اسمه من قائمة لاعبي المنتخب الوطني، وإن كان اللاعب أكثر صراحة ووضوحا، فإن المدرب السابق لمنتخب كوت ديفوار لم تكن له تلك الجرأة لكي يكشف الأسباب الحقيقية التي تقف وراء قراره القاضي بسقوط زياني من حساباته أو بالأحرى لم تكن لديه نفس الجرأة التي تمتع بها عندما حدد قائمته الخاصة بمباراة إفريقيا الوسطى، وربما كانت تنقصه الشجاعة للإفراج عن السبب خاصة وأن الجميع يعلم أن زياني ليس مصابا ويلعب بطريقة عادية مع ناديه الجيش القطري، وهو الأمر الذي دفع بالجميع إلى طرح عدة فرضيات، ورغم أن المدرب البوسني معروف بجرأته وشجاعته بالأخص عندما كان مع المنتخب الايفواري عندما أقدم على إبعاد نجوم المنتخب، على غرار دروغبا ويايا توري ورفض تدخل أي طرف في الأمر، ورغم أنه كانت له نفس الشجاعة ليعيدها مع المنتخب الجزائري ويبعد لاعبا لم يتجرأ أي مدرب آخر قبله على إبعاده رغم أنه مر بفترات فراغ كثيرة في مشواره الكروي بالأخص عندما كان يحمل ألوان نادي فولفسبورغ الألماني ولكن في المقابل كرر الناخب الوطني نفس أخطاء سابقيه عندما أخفى عن الرأي العام الجزائري السبب الحقيقي، رغم أن الجميع يعلم أن تراجع مستوى اللاعب إضافة إلى اختياره البطولة القطرية وراء ذلك، وبتصريحاته هذه يكون المدرب البوسني قد أعاد نفس سيناريو المدرب سعدان عندما أبعد لموشية من المنتخب الوطني خلال كأس إفريقيا للأمم 2010 بأنغولا واختبأ وراء مشكل عائلي ولكن بعد إقالته من الخضر عاد إلى الواقعة وكشف أمورا كثيرة وكاد أن يدخل مع اللاعب في حرب تصريحات والأمر نفسه كان مع المدرب الحالي لمولودية الجزائر بن شيخة الذي رفض الكشف عن حقيقة إبعاد الحارس شاوشي من قائمته، ولكنه عاد إليها بعدما أشرف على تدريب العميد، وربما سيأتي اليوم الذي سيتحدث فيه حاليلوزيتش عن زياني والأمر الذي جعله لا يدخل في حساباته لمواجهة إفريقيا الوسطى.