عثر خفر السواحل في إسبانيا، أمس، على جثث خمسة "حراقة" جزائريين، في سواحل منطقة قرطاجنة جنوبي البلاد. وتمكنت السلطات الإسبانية من تحديد هويات الضحايا الخمسة، اثر نقلهم لمستشفى بالمنطقة، بعد التنسيق مع السلطات الجزائرية، حيث تبين أنهم ينحدرون ولاية مستغانم، وتحديدا من بلدية الحجاج. كما جرى تحديد أعمارهم، حيث يبلغ سن أكبر "الحراقة" المتوفين 40 سنة، فيما تتراوح أعمار البقية بين 31 و22 سنة، كونهم مولودين في أعوام 80، 82، 86 و1989. وأوضحت التفاصيل الواردة بشأن الموضوع، أن "الحراقة" الخمسة انطلقوا في رحلة الموت ليلة السادس إلى السابع من شهر أكتوبر الجاري، من شاطئ الشعايبية القريب من إقليم بلدية بن عبد المالك رمضان الساحلية، التابعة أيضا لولاية مستغانم . ومن المنتظر أن يتم نقل جثامين "الحراقة" الخمسة نحو أرض الوطن في الأيام القليلة المقبلة، بعد استكمال كافة الإجراءات الإدارية. وفي تطور متصل، تحولت لفتة تضامنية قام بها مواطنون ببلدية حجاج بولاية مستغانم، مع عائلات ضحايا "الحراقة" الخمسة، على أعمال شغب وتخريب طالت معظم المرافق العمومية وبعض الممتلكات الخاصة. وكانت بداية أعمال العنف والشغب، ليلة أمس، عندما تجمع محتجون أرادوا التعبير عن تضامنهم مع عائلات الضحايا بطريقتهم الخاصة، أمام مقر بلدية حجاج، قبل أن تنحرف الامور عن مسارها، وتندلع شرارة أعمال شغب وتخريب، إلى جانب عمليات نهب وسطو لم تفرق بين الممتلكات الخاصة والعامة. واستمر انفلات الأوضاع في المنطقة طيلة ليلة أمس، حتى كتابة هذه الأسطر، فيما لم ترد بعد أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو ضحايا، فيما كان الشيء الوحيد المتأكد منه هو تحول مقر بلدية حجاج إلى أطلال وبقايا بناية. وتشهد المنطقة توافد تعزيزات أمنية من مناطق محاورة لتفادي تدهور الأوضاع أكثر فأكثر، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكات عامة وخاصة.