صدمة كبيرة عاشها أمس مقر جبهة التحرير الوطني بعد اعلان النتائج من طرف وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني حيث اعتصم عدد كبير من مناضلي الأفلان احتجاجا على النتائج وعلى الطريقة التي سيرت بها القيادة الحالية للحزب الانتخابات وإعداد القوائم الانتخابية ولم يستطع الامين العام للحزب عبد العزيز بلخادم الدخول الى المقر المركزي الا بصعوبة كبيرة حيث تعالت الاصوات المطالبة برحيله بسبب ما وصفه مناضلو الحزب النتائج الكارثية والتراجع الكبير لحزب مقارنة باحزاب اخرى كالارندي والافانا نفس الاجواء عاشتها حركة مجتمع السلم بعد النتائج التي تم الاعلان عنها على الرغم من محاولة رئيس الحركة تبرير النتائج بالاحوال الجوية الا ان عددا كبيرا من مناضلي الحزب ابدو عدم رضاهم عما حققته الحركة في المحليات مقارنة بالتقدم الطفيف الذي حققته في التشريعيات الماضية وهو ما فتح الباب امام القيادات الغاضبة على رئيس الحركة لتبرير مواقفها السابقة. وفي سياق اخر تحفظ حزب جبهة القوى الاشتراكية عن التعليق عن النتائج التي تحصل عليها في الانتخابات المحلية ، ولم يتمكن مجموع الصحفيين الذين توافدوا على مقر الحزب من الحصول على أي تصريح رسمي بحجة أن الأمين الوطني الأول في فترة راحة و كان هذا الأخير في لقاء جمعه مع الصحفيين أول أمس قد أشار إلى انسحاب بعض الأحزاب من الانتخابات وهو ما يعكس عدم رضا الحزب المسبق من النتائج حيث كان قد أكد من قبل انه سيحقق نتائج مفاجئة خلال هذه الانتخابات. كما سارع التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية عقب الاعلان عن النتائج الرسمية الى عقد اجتماع من اجل تقديم الطعون بشأن عدد من البلديات التي رأى أنه تحصل فيها على مقاعد اكثر من تلك المعلن عنها رسميا في محاولة لتأكيد تموقعه في الرتبة الخامسة .ولم نتمكن من الحصول على تعليق من قيادات الحزب التي فضلت ترك كل شيئ للندوة الصحفية . وفي سياق اخر اكد ميلود شرفي الناطق باسم الارندي ان نتائج الانتخابات المعلن عنها امس جاءت وفق توقعات الحزب بالرغم من ان الجو العام داخل المقر الوطني للحزب كان يؤكد غير ذلك اذ استقبلت النتائج ببرودة وبدا كل من الامين العام للحزب احمد اويحيى واعضاء الامانة الوطنية في وضع قلق .واعرب شرفي عن رضا الحزب بالنتائج المتحصل عليها مؤكدا أن نسبة المقاعد التي تحصل عليها تحسنت ب 100 بالمئة في المجالس البلدية و 20 بالمئة في المجالس الولائية مقارنة بالانتخابات المحلية التي جرت سنة 2002. وقال المتحدث ان الحزب يتوقع الحصول على 400 بلدية جاء فيها في المرتبة الأولى بالتساوي مع أحزاب أخرى .ولم يعطي الارندي أهمية للتجاوزات التي شهدتها بعض المناطق حيث أشار شرفي إلى أن الحزب ينتقد الانزلاقات المحدودة والتجاوزات التي قامت بها الإدارة على مستوى محدود دون ان يرى انه كان لديها تأثير على نتائج الانتخابات.ّ موسى تواتي و "الافانا": من التمرد على الافلان الى صناعة المفاجأة خلال الانتخابات التشريعية لعام 2002 حققت الجبهة الوطنية الجزائرية المفاجأة بحصولها على 19 مقعدا في بناية زيغوت يوسف، واستمر الحزب في توسيع رقعته في صمت، حيث اضاف لرصيده 553 مقعدا في الانتخابات المحلية وثمانية مقاعد في الانتخابات الجزئية. لكن الانتخابات المحلية التي نظمت نهار امس أضفت على هذا الحزب الفتي صبغة "المفاجأة" لتعطيه لقب "المعجزة" صنعها حزب على راسه رجل سياسي من الجيل الجديد. موسى تواتي، رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، من مواليد سنة 1953 بولاية المدية، عرف عنه تردده الدائم على مراكز أبناء الشهداء حتى سنة 1971 تاريخ انضمامه إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي، لينفصل عنه فيما بعد ليلتحق بصفوف الأمن الوطني، مارس إثرها عدة مهام في سلكي الشرطة والجمارك، ليعرج بعدها إلى العمل السياسي ويؤسس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء سنة 1988، ويعتبر "موسى تواتي" أول من اقترح الاحتفال باليوم الوطني للشهيد وتخليده، لكن سرعان ما دبت الخلافات بينه وبين جبهة التحرير الوطني التي تبنت المنظمة ورفضت انفصالها عنها، غير أن مؤسسها أرادها كيانا مستقلا عن الجبهة وعن أي تنظيم سياسي أو إداري، هدفها لم شمل الأسرة الثورية واحتواء أبنائها الشباب، ويذكر جيدا كيف تحركت قيادة جبهة التحرير الوطني ومارست نفوذها بمطلق الصلاحية بأن أغلقت أمامه? ?كل? ?الأبواب? ?لإكمال? ?ما? ?بدأه،? ?بعدها? ?وبحلول? ?سنة? ?1992? ?أسس? ?التنسيقية? ?وكان منبين مؤسسي المنظمة الوطنية? ?لأبناء? ?الشهداء? ?إلى? ?أن? ?استقال? ?منها? ?وأسس? ?رفقة? ?800? ?فرد? ?آخرين? ?موزعين? ?على? ?41? ?ولاية? "?الجبهة? ?الوطنية? ?الجزائرية?".? لاقى هذا الحزب الكثير من المصاعب والعراقيل في بداياته مما عطل تفعيل نشاطه لأكثر من سنة ونصف من الوجود وهو يعمل بقناعة الحزب لكل الجزائريين والجزائريات ويفتح الأبواب أمام كل الشباب الجزائري، وكانت أول مشاركة سياسية فعلية له مع تشريعيات 2002.