السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد: أدرك تمام الإدراك أنني المسؤول الأول والأخير عن المشكلة التي أعيش بين طياتها، والتي جعلت سعادتي محدودة، بل إنها تكاد تكون منعدمة، لأنني تزوجت بامرأة ليست على دراية بشؤون الحياة الزوجية سوى الطبخ والتنظيف والسهر على خدمة الزوج والأبناء، فإذا قلت لك إنها ليس مقصرة في هذا الجانب أكون قد شهدت لها بالصدق. أما الجانب المعنوي من حياتي معها أو بالأحرى الوجداني المتعلق بالمشاعر، فهي أبدا لا تعبّر لي عن حبها ولا تشعرني بحنانها، مما جعلني أفكر في البحث عن هذا الفيتامين الروحي خارج بيتي، علما أني خريج الجامعة بشهادة ماجستير، في حين أنها لم تتجاوز في التعليم مرحلة المتوسط؛ لقد بات الأمر يقلقني وأضجر مضجعي. يوسف/ بجاية الرد: تقول إن زوجتك بعد هذه المدة الطويلة لم تستطع أن توفر لك الحنان والحب، فأقول لك يجب أن تعلم بأن الحب والحنان أمر يختلف فهمه ومقياسه من إنسان لآخر، فربما كلمة واحدة تعبّر عن كامل الحب، وربما سلوك الإنسان كله لا يعبر عنه ولكن له الدلالة التي يشعر بها الإنسان، خاصة بين الزوجين. التعبير عن الحب نفسه مشكلة عند كثير من الزوجات، لا سيما اللائي ليس لهن قدر من التعليم والثقافة، فلا تستطيع المسكينة أن تكتشف وبالسرعة المطلوبة ما الذي يسرك من التعامل وما الذي يغضبك، وربما تصرفت فيما تحسبه سرورا لك وهو يغضبك أو العكس، ومن هنا أقول: بما أنك رضيت بها زوجة منذ البداية وأنت تعلم مستواها، وأنجبت لك أطفالا فيجب الصبر عليها وإن نقصت سعادتك معها، فزوجتك يا سيدي مادام سلوكها طيبا وقائمة بواجبها نحوك وأولادك ولم تشتك منها البتة من غير هذا الأمر، فإن كرهت منها جانبا رضيت منها آخر فاصبر عليها، واعطها جرعات من ذلك، وسوف تصل إلى غايتك إن شاء الله. ردت نور