سمع حماري بعض الأخبار من راديو طروطوار فاشتد غضبا حتى احمرت عيناه الجاحظتان ولم يعد يعرف ما يتفوه به من كلام·· قلت له ونحن نجلس في مقهى الحي·· يا حماري الضغط سوف يرتفع·· دعك من القيل والقال·· نهق عاليا حتى استنفر كل من كان في المقهى·· هل تعلم ما قاله وزير التضامن؟؟ لقد صرح بأنه سوف يرفع من منحة المرأة الماكثة بالبيت من خمس مائة دينار إلى ستة آلاف دينار·· آه يا صديقي هل هذا أمر معقول؟ قلت له ضاحكا·· هذا ما يغضبك أيها الحمار·· ظننت أن أمرا ما قد حدث؟ قال·· وهل هذا قليل؟ المرأة التي يصرف عليها زوجها يؤكلها ويكسيها ويلبي جميع طلباتها هي وأبنائها صار لها دخل شهري·· وأنا الحمار الذي أفنيت حياتي في العلم والثقافة لا أجد حتى ثمن القهوة التي أرتشفها معك الآن·· صحت في وجهه قائلا·· لقد تعبت من تلميحاتك هذه·· كل هذه القصة حتى لا تدفع ثمن قهوتك؟ قال·· لا ليس القصد ولكني غاضب من هذه الدولة التي تتصوف بالوجوه؟ قلت له·· لماذا تفرغ غضبك في المرأة المسكينة التي تنوي الدولة إعطاءها بعض الدينارات·· وتتناسى أن الغضب الحقيقي يجب أن يكون على هؤلاء الذين باعوا ذممهم ونسوا أن الله حق؟ نهض من المقهى يضرب ذيله يمينا ويسارا·· وهو يصرخ ·· ''أنا كرهت·· أنا كرهت··''·