"النهار" كشفت قبل يومين عن مخطط تُموّله المخابرات المغربية باستعمال إسلاميين متطرفين و"انفصاليي الماك" "فيديو" من 100 ثانية يثير غضب ملايين الجزائريين.. ومدير الشؤون الدينية يكشف حجم التلاعب بنسج الأكاذيب! أحدثت لقطات مصوّرة بثّها، أمس، أحد المنتمين لحركة "الماك" الانفصالية، هرجا ومرجا، وغضبا كبيرا وسط الرأي العام الجزائري، إثر قيام مصوّر "الفيديو" بالقول إنه تمّ بثّ أغانٍ وموسيقى صاخبة من مئذنة مسجد في قرية بولاية تيزي وزو. وحسب اللقطات المصوّرة التي جرى تداولها بشكل كبير عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتمّ تصويرها في قرية "آيت وعبان" التابعة إقليميا لبلدية "اقبيل" في ولاية تيزي وزو، فإن أشخاصا مجهولين قاموا ببثّ أغانٍ وموسيقى صاخبة من مئذنة مسجد القرية. وقال مصوّر "الفيديو" إن ذلك التصرف كان بمناسبة الاحتفالات بحلول رأس السنة الأمازيغية. وبدا من خلال صفحة مصوّر "الفيديو" على "الفايسبوك"، أنه واحد من المنتمين إلى حركة "الماك" الانفصالية. ودام "الفيديو" الذي جرى تصويره بتقنية المباشر "اللايف"، دقيقة و 45 ثانية، وعلّق عليه مصوّره بتعاليق استفزازية. وظهر في "الفيديو" شخص آخر كان يتحدث إلى المصوّر، وراح يعبّر له عن أمنيته في أن يتم تعميم التجربة على كافة المساجد، ببثّ الأغاني من مآذنها، وعدم تخصيصها فقط للصلاة، قبل أن يعبّر المتحدث برفقة المصوّر عن سعادتهما بسماع الموسيقى من داخل المسجد. وقالت مصادر محلية إن المسجد الوحيد في القرية مغلق منذ سنوات. وفي وقت متأخر من مساء أمس، كذّب مدير الشؤون الدينية لولاية تيزي وزو، عيسى بوعيشة، جملة وتفصيلا، ما ورد في "الفيديو" الذي أثار جدلا واسعا. وقال المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية في ولاية تيزي وزو، إن مسجد قرية "آيت واعبان" في بلدية "اقبيل"، مغلق منذ عدة أشهر. وأضاف نفس المسؤول في منشور على صفحته في "الفايسبوك"، إنه يؤكّد بأن "الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي يتضمن بثّ أغانٍ من مسجد قرية آيت واعبان تزامنا مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، نؤكد أن ما جاء في صفحة التواصل الاجتماعي غير صحيح". وأكد مدير الشؤون الدينية في تيزي وزو، بأن شريط الأغاني كان مصدره مكبّر صوت تمّ وضعه فوق قاعة تابعة للجنة القرية، مضيفا بأن المسجد يشهد ترميمات داخلية منذ عدة أشهر. وسرعان ما بدأت النفوس تهدأ بعد التحرك الرسمي من جانب مدير الشؤون الدينية، حيث سبقت تلك التكذيبات الرسمية، حملة تخوين وتحريض واسعة على شبكة "الفايسبوك". وبدا من خلال ما كشفه المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية في تيزي وزو، فإن "الفيديو" الكاذب كان الهدف منه تهييج الرأي العام، وإثارة الفتنة ونشر الفوضى، لا غير. هذا وكانت "النهار" قد نشرت قبل يومين، تفاصيل مخطط ترعاه المخابرات المغربية، وخصّصت له أغلفة مالية هامة لتمويل عدد من المرتزقة داخل وخارج الجزائر. وحسب ما كشفته "النهار"، فقد جرى تخصيص حسابين بنكيين، الأوّل تمّ فتحه في بريطانيا باسم مغربي يدير شركات ومؤسسات إعلامية يدعى أحمد الشراعي، والآخر في فرنسا باسم نجل وزير مغربي أسبق يدعى عبد المالك العلوي. ووفق المخطط المغربي، فإن الشراعي جرى تكليفه بتمويل المرتزق الهارب العربي زيطوط، وعدد من أفراد جماعة "حركة رشاد"، أما العلوي، فقد تم تكليفه بتمويل المرتزق المحمي برعاية فرنسية أمير بوخرص، وعدد من مرتزقة "الماك" ونشطائه داخل الجزائر وخارجها. ويهدف المخطط بشكل عام، إلى إثارة الفوضى وزرع التشكيك في مؤسسات الدولة على أكبر نطاق، إلى جانب إثارة الفرقة والنعرات القبلية والعرقية بين أبناء الأمة الواحدة.