قالت مصادر برئاسة الجمهورية العراقية للجزيرة إن الرئيس برهم صالح عاد إلى بغداد من مقر إقامته في السليمانية. يأتي ذلك في ظل استمرار الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة بغداد ومدن عراقية أخرى للمطالبة بإصلاحات وتعيين رئيس للوزراء تنطبق عليه مواصفات المحتجين. وفي تطور لافت، أغلق محتجون في مدينة الناصرية جنوب البلاد حقلا نفطيا. وكان صالح قد غادر بغداد الخميس الماضي بعد تلويحه بالاستقالة، عقب رفضه تسمية مرشح “كتلة البناء” البرلمانية لرئاسة الوزراء، والتي تعتبر نفسها الكتلة البرلمانية الكبرى. وأضافت المصادر أن أزمة تسمية مرشح لرئاسة الوزراء وصلت إلى حالة من الانسداد السياسي، بسبب تشبث كل الأطراف بمواقفها. وأكدت أن كتلة البناء بزعامة هادي العامري مصرّة على ترشيحها لرئاسة الوزراء محافظ البصرة أسعد العيداني، بينما ترفضه بقية الكتل على غرار “كتلة سائرون” المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وفي الأثناء، قالت مصادر من “كتلة البناء” للجزيرة إن التحالف عقد اجتماعا لمناقشة الأزمة، بحث إمكانية تسمية مرشح آخر لرئاسة الوزراء. وفي تطور ميداني لافت، أعلنت وزارة النفط العراقية وقف الإنتاج في حقل نفط الناصرية بمحافظة ذي قار (جنوب البلاد)، بسبب قطع المتظاهرين الطريق المؤدي إليه. يشار إلى أن إنتاج الحقل يبلغ 80 ألف برميل يوميا، وقال المتحدث باسم الوزارة إن نفط الناصرية سيتم تعويضه من فائض إنتاج البصرة، مؤكدا على أن ذلك لم يؤثر على حجم تصدير النفط العراقي للخارج. وهذه أول مرة يغلق فيها المحتجون أحد الحقول كليا، وكانوا في الماضي أغلقوا مداخل عدد من المصافي والموانئ. ويعتمد اقتصاد العراق على صادرات النفط التي تشكل ما يزيد على 90% من إيراداته. ويستمر المحتجون في إغلاقهم لجسور النصر والحضارات والزيتون وسط الناصرية. من جانب آخر، تستمر الاعتصامات والاحتجاجات في بغداد وعدد من مدن الوسط والجنوب، حيث تشهد ساحات الاعتصام -وخاصة ساحة التحرير ببغداد- توافد المتظاهرين. وفي كربلاء جنوببغداد، أفاد شهود عيان أن أحد عناصر الشرطة قتل وأصيب أربعة متظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المدمعة بعد مصادمات ليلية بين المتظاهرين والقوات الأمنية وسط مدينة كربلاء.