إن لم تكن لبومدين حسنات غير تأميمه للمحروقات التي تحل ذكراها غدا الجمعة،لكفاه ذلك ،ولكن كما نعرف أن للرجل أضعاف هذا العمل الموصوف بالوطنية بامتياز..؟ هواري بومدين هذا العملاق الذي كان له موعدا مع التاريخ حيث أتى في وقت كانت الجزائر في أمس الحاجة إليه ،اليوم وبعد كل ما قدمه للوطن من تضحيات وجهود جبارة تمثلت في انجازات ومرافق عمومية وإدارة عصرية مازال كل ذلك شاهدا على عظمة الرجل وبعد تفكيره وإستراتيجيته في إعادة بناء الدولة الجزائرية التي خربها الاستعمار وأعادها إلى حدود ما قبل التاريخ ،لكن الزعيم الراحل كان في مستوى الحدث فكانت الجزائر تحت قيادته مثالا يضرب به للعرب ودول العالم السائرة في طريق النمو ، ليس فقط في المجال السياسي وإنما في كل المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والصناعية ،ولولا أن الموت عاجله لكان للجزائر شأن آخر . واليوم وهي تحت لواء رفيقه في النضال فخامة رئيس الجمهورية السيد «عبد العزيز بوتفليقة» تخطو كما كان يتمناه وخطط له ،وإن كانت هناك ظروفا مختلفة..؟ ورغم كل ما قدمه الزعيم الراحل وناضل من أجله يأتي أناس لا يمكن أن يقارنوا به ومن جميع الاتجاهات يتطاولون عليه وينعتونه بأبشع الصفات وأقبح الأعمال ،سواء عن طريق ما يسمى بالمذكرات حيث وجدوا الفرصة ليقدحوا في الرجل وهو الذي أفضى إلى خالقه دون أن يورث أهله دينارا أو درها ، وفوق ذلك ورث للشعب الجزائري الأنفة وحب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله، وهي أشياء تفتقدها الكثير من الأوطان التي نراها اليوم تعاني أزمات داخلية قد أدت إلى احتلالها وتفكيك مجتمعاتها..؟ بومدين رجل دولة بامتياز وموهبة سياسية فذة وزعيم لا يشق له غبار ، هو فوق كل هؤلاء الذين يأكلون من خبز معاوية ويصلون خلف علي لا يهمهم إلا ما يعود عليهم من نفع شخصي،فهم من أولئك الذين ربطوا مصير الأمة بأوهام وخيالات لا صلة لها بالواقع الجزائري..؟