أوصى المشاركون في الندوة العربية حول الأمن الغذائي المنعقدة بقسنطينة على مدار اليومين الماضيين بضرورة البحث عن سبل لأجل تحقيق الأمن الغذائي العربي المتكامل والمستدام. وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، احتضنت ولاية قسنطينة اليومين الماضيين فعاليات الندوة العلمية حول الأمن الغذائي في الوطن العربي، حيث أشرف والي قسنطينة "عبد الخالق صيودة" على افتتاح فعاليات الندوة بمقر المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي، مدير المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا، المدير العام للبلدان العربية بوزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وبحضور السلطات المحلية المدنيةوالعسكرية، خبراء ومختصين في 12 دولة عربية وكذا مدراء الجامعات. وأتت الندوة في إطار الاهتمام بملف الأمن الغذائي، والذي كان من بين التوصيات التي خرج بها قادة الدول العرب خلال أشغال الدورة الواحدة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية المنعقدة في الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر الماضي كونه أولوية إقليمية بسبب العجز المسجل في إنتاج المحاصيل الزراعية في البلدان العربية ما تطلب اللجوء إلى السوق الدولية التي تتميز بعدم استقرار الأسعار وكونها تتحكم في مجموعة من العوامل والمحددات المتعلقة بكميات الإنتاج الزراعي لاسيما في سياق الاضطرابات الجيوسياسية، بالإضافة إلى موجات الصدمات التي ولدتها أزمة وباء كوفيد 19. وضم اللقاء العلمي الذي كان في شكل ورشات علمية موضوعاتية خبراء وباحثين في مجال الأمن الغذائي والمجالات ذات الصلة من 12 دولة عربية، وهي الفرصة لتعزيز الجهود والقدرات العلمية المشتركة وتجميع الخبرات العربية، لاقتراح مشاريع بحثية ابتكارية أو تنموية مشتركة"ملموسة" يمكن تنفيذها على المدى المتوسط، لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في المنطقة العربية والمرتكزة على أربعة محاور أساسية كمبادئ توجيهية للمشاريع، حيث كان المحور الأول الموارد المائية التقليدية وغير التقليدية كمحددات طبيعية من أجل الوصول إلى الأمن المالي ومن تم تحقيق الأمن الغذائي الإقليمي من خلال استغلال المياه السطحية والجوفية في مشاريع الإنتاج الزراعي. بينما تحدث المحور الثاني عن الزراعة في سباق تغير المناخ بتحسين الإنتاج الاستراتيجي وإنتاج الأغذية الأساسية وتحسين مرونة النظم الإيكولوجية الزراعية في إطار الاستدامة ومكافحة الجفاف، وتطرق المحور الثالث للمخزون السمكي وتربية الأسماك في السدود والبحيرات المائية وفقا للخصوصيات الإقليمية، حيث يشكل صيد الأسماك وتربيته في الأنهار والبحيرات مورداً غنيا يمكن أن يساهم في توازن الحصص الغذائية التي لا ينبغي إهمالها. كما كان المحور الرابع حول البيوتكنولوجيةوالتكنولوجيا الغذائية التي تتيح فرصا عدة في مجالات سلامة الغذاء وتطوير الموارد الوراثية (النباتية والحيوانية) والحفاظ عليا، وتحسين ومراقبة المنتجات الغذائية المصنعة أو غير المصنعة، والإنتاج من خلال ابتكار موارد غذائية جديدة، والتفاعل بين قطاعي الإنتاج والتجهيز والابتكار في عمليات التصنيع والمنتجات الاستهلاكية قصد توفير حلول لبناء نظام غذائي آمن. هذا ويسعى هذا اللقاء العلمي من خلال أربعة ورشات إلى صياغة وتقديم مشاريع مختارة مبتكرة وتنموية يتم إدراجها لاحقا للمناقشة بين البلدان المشاركة فيما يخص كيفية تمويلها وتحديد آليات متابعة تنفيذها وتقييمها