الجزائر، التي كانت لفترة طويلة ممثلة بشكل هامشي على الساحة العالمية لصناعة السيارات، تبدو وكأنها تستيقظ من سباتها الصناعي. مع الإطلاق الوشيك لمصنع فيات ومشروع شيري الطموح في برج بوعريريج، تستعد البلاد للدخول الرسمي على خارطة إنتاج السيارات. ومع ذلك، وزير الصناعة علي عون لا يكتفي بهذه الإنجازات. نظره حاليا متجه نحو تطوير النسيج الصناعي وشبكات المناولة. في هذا المقال، سنستكشف هذا التوجه الاستراتيجي الجديد والتحديات التي تواجه الجزائر وهي تسعى جاهدة لإدماج إنتاجها من السيارات بالكامل وتطوير نظام بيئي تنافسي لمتعاملي المناولة المحليين. التركيز على المناولة: خلال تدخل أخير في مجلس الأمة، كشف الوزير علي عون أن 16 متعاملا حصلوا على تصاريح لإنشاء مصانع لقطع الغيار. هذا الإعلان يظهر رغبة الجزائر في تطوير قطاع صناعة مناولة السيارات الخاص بها. وعند سؤاله عن دمج شركات إنتاج قطع الغيار في سلسلة إنتاج السيارات، أكد علي عون أن ذلك سيعتمد على بدء تشغيل مصانع تركيب السيارات، التي سيتم افتتاح إحداها، التابعة لعلامة تجارية مرموقة، في ديسمبر المقبل. على الرغم من أن الوزير لم يقدم تفاصيل عن المتعاملين المصرح لهم أو مجالات عملهم، إلا أنه أكد على أهمية الاعتماد على شبكة المناولة الوطنية لتوفير جميع المدخلات والمكونات اللازمة. وأكد بشكل خاص على قطع البلاستيك المصنوعة من البولي بروبيلين، مشيرًا إلى مشروع إنشاء مصنع لإنتاج البولي بروبيلين في قطاع الطاقة. تحديات صناعة مناولة السيارات مناولة السيارات حلقة أساسية في صناعة السيارات العالمية. حيث تتيح للشركات المصنعة خفض تكاليف الإنتاج وتحسين الكفاءة وتلبية الطلب المتزايد من المستهلكين. بالنسبة للجزائر، فإن تطوير نظام بيئي تنافسي للمناولة في مجال السيارات هو تحدٍ كبير. من بين ال 16 متعامل المصرح لهم، قد يصبح البعض موردين لمصانع تركيب السيارات في البلاد، بينما قد يتخصص البعض الآخر في توريد قطع الغيار وخدمات الصيانة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على قدرة هؤلاء المتعاملين على تلبية المعايير العالمية للجودة والأداء، مثل معايير آيزو. موردو المعدات: الحلقة المفقودة؟ من الجدير بالذكر أنه حتى الآن، لم يقدم الكثير من موردي المعدات العالميين على الاستثمار في الجزائر، سواء بشكل مباشر أو من خلال شراكات مع متعاملين وطنيين. وهذا الوضع يثير تساؤلات حول قدرة الجزائر على جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع مناولة السيارات. ومع ذلك، تشير بعض العلامات إلى فرص للتعاون. في بداية العام، أعربت مجموعة أدلر الإيطالية عن طموحاتها الصناعية في الجزائر. بالإضافة إلى ذلك، أبدى موردو معدات إيطاليون، وهم موردون للشركات المصنعة للسيارات الإيطالية، اهتمامهم بالاستثمار في الجزائر خلال المنتدى حول آفاق تطوير صناعة السيارات في البلاد، الذي عُقد في تورينو. كما دعا الوزير علي عون مسؤولي شركة ستيلانتيس إلى تشجيع مورديهم على الاستقرار في الجزائر. تضم ستيلانتيس، التي تجمع بين علامات بيجو وفيات، شركة فرعية لموردي المعدات تدعى فوريسيا، والتي يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في تطوير المناولة في الجزائر. مستقبل واعد لصناعة السيارات: تقف الجزائر الآن على مفترق طرق في تطورها الصناعي في مجال صناعة السيارات. إن ازدهار إنتاج السيارات بالاقتران مع ظهور قطاع المناولة، يفتح آفاقًا جديدة أمام البلاد. ومع ذلك، ما زالت هناك تحديات فيما يتعلق بالجودة والمعايير الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية. يمكن أن يساهم نجاح تطوير قطاع مناولة السيارات في الجزائر في تعزيز تنافسية الصناعة الوطنية وخلق فرص عمل ذات جودة عالية. ومع ذلك، من الضروري أن تعمل الجهات الحكومية والمتعاملون المحليون والمستثمرون الأجانب معًا لتحقيق هذه الرؤية. الجزائر مؤهلة تمامًا لتصبح لاعباً رئيسياً في صناعة السيارات في إفريقيا وخارجها، ولكن الطريق أمامها لا يزال مليئاً بالتحديات الشيقة.