عمت الفرحة ربوع الوطن يوم أن أعلن بعد استفتاء تقرير المصير استقلال الجزائر وانفصالها وإلى الأبد عن فرنسا التي خاض معها الثوار قتالا مريرا دفع خلاله وطيلة أكثر من سبع سنوات مليون ونصف المليون شهيد فداء للجزائر وشعبها الأبي الذي لم ولن يرضى بالذل والهوان مهما كانت التضحيات..؟ أكثر من 61 سنة مرت من الزمن ،منذ أن استرجعت الجزائر استقلالها وحرية شعبها،حيث دخلت بعدها القيادة السياسية وإن كانت هناك مطبات في بداية الاستقلال،في بناء دولة هدفها خدمة الشعب الذي حرم طيلة أكثر من قرن وربع قرن،من جميع الحقوق،حيث استولى المعمرون من فرنسيين وغيرهم من الأوروبيين على كل خيرات الجزائر وصنف أبناء الوطن الشرعيين في أسفل درجة السلم الاجتماعي،فلا سكن ولا تعليم ولا عمل،جعلوا منهم عبيدا يعملون طيلة اليوم في أشق الأعمال لفائدة الفرنسي، الذين كانوا يحلموا أن يتخلصوا يوما من ذله .. ! إلا أن قيام الثورة المباركة أطاحت بكل ظالم وجبار في أرض الوطن التي تحولت تحت أقدامهم بفضل ضربات المجاهدين إلى جهنم لا تبقي ولا تذر منهم أحدا،إلى حين خرجوا مطأطئين الرؤوس أذلاء يجرون أذيال الخيبة وما اقترفوه من جرم في حق الشعب الجزائري،ولكن هيهات فمثل أحفاد طارق والأمير ولالا نسومر لا يمكن أن يستسلم منهم أحدا أبدا..؟ وأن ما يلاحظ من دعم الدولة للمواطن من خلال توفير المواد الضرورية،سواء كانت غذائية أو دوائية،أو وسلع أخرى،وبأقل الأسعار المتداولة دوليا،إلا دليلا قاطعا،أن الدولة الجزائرية تجتهد وتعمل لصالح المواطن،وأنها اجتماعية بامتياز،وأن قيادتها تعمل وفق هذا المنظور التضامني المحمود،ليس من اليوم فقط،ولكن منذ فجر الاستقلال عام 1962،وخاصة أيام المحن والشدائد،حيث نجدها وبكل تجرد وروح وطنية،إلى جانب المواطن،وهذا ما لمسناه عن قرب،حيث كان المواطن ولايزال هو الهدف في آخر المطاف،وما العناية بالتلاميذ وتوفير النقل لهم ،وفوق كل ذلك المطعم ووجبة ساخنة،إلا زيادة في العناية بهذه الشريحة الهامة..؟!