احتضنت، السبت الفارط، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "مالك بن نبي" بمدينة أم البواقي، جلسة أدبية ضمن التظاهرة الثقافية "منتدى الكتاب"، ونشطها الكاتب والباحث في الثقافة الشاوية "محمد الصالح أونيسي" الذي عرض بالمناسبة مساره الأدبي وتكريس أزيد من ثلاثة عقود من أجل التأريخ للثقافة الأمازيغية بغرض الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة . العدد الثامن للتظاهرة "منتدى الكتاب" تزامن مع إحياء رأس السنة الأمازيغية "يناير 2974″، وبحضور كوكبة من الأساتذة، الأدباء المحليين والباحثين والنشطاء والمهتمين بالشأن الثقافي، ونشطه الكاتب والباحث في الثقافة الشاوية "محمد الصالح أونيسي" واستعرض من خلاله تجربته في إثراء المكتبة الوطنية وتدوين التراث الأمازيغي الشفوي في محاولة منه للحفاظ على هذه الثقافة وترقيتها. حيث أفنى أزيد من 30 عاما من عمره في مجال التأريخ ل "التراث الشاوي" من خلال جمعه الكلمة الأوراسية الموجودة في الشعر والأدب الشفوي وبذل قصارى جهده لحمايتها من الاندثار من خلال تنقله الدائم إلى القرى والمداشر للتأكد والتحقق من فحوى ومعنى بعض الكلمات من طرف المتقدمين في السن حتى يوثق بشكل سليم للثقافة الأمازيغية، وحاوره "بوبكر قادري" الباحث في التراث الأمازيغي ورفيق درب "محمد الصالح أنيسي". كما استمتع الحضور بإلقاءات شعرية رائعة بالأمازيغية لكوكبة من شعراء وأدباء على غرار الشاعر "لخميسي مرير"، لتختتم هذه الفعالية والتي حازت على إعجاب الجمهور والمثقفين بعد نهاية المناقشة بتكريم المشاركين، وكذا تكريم الفنان والكاتب "إبراهيم خليفي" المدعو "الحاج الطيب" الذي أعطى الكثير من حيث التأليف وترجمة القصص القرآنية باللغة الأمازيغية، كما وقع الكاتب والباحث "محمد الصالح أونيسي" نسخا من أبرز مؤلفاته للجمهور . ما ميز هذا العدد، روعي فيه أهمية المقروئية باللغة الأمازيغية من خلال معرض الكتاب الأمازيغي من رصيد المكتبة"، بهدف إبراز دور الظاهرة الإتصالية في دعم العلاقة التكاملية بين الثقافة واللغة، وكذا تعزيز مكونات الهوية الوطنية التي تصب في مسار تطويرها، والمحافظة على هذا التراث الثقافي الوطني كما هو منصوص عليه في الدستور . من جهته، أوضح "مجيد بوديار" مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية أم البواقي، أن مثل هذه الجلسات تأتي في إطار إثراء الساحة الأدبية، وإبراز المؤلفين الذي يسهمون في نشر هذه اللغة من خلال أعمالهم الإبداعية، وتشجيعهم على ذلك، لدعم الأقلام المحلية، وتشجيعها في كل دخول أدبي على اعتبار أن اللغة الأمازيغية هي جزء من الهوية الوطنية، فضلا عن ترقية الأمازيغية من خلال تقديم إصدارات ثقافية باللغة الأمازيغية، وكذا تنظيم نشاطات فكرية لصالح هذه الفئة من المجتمع، من أجل تدعيم الأدب الأمازيغي وتعزيز المقروئية باللغة الأمازيغية وتمكين القراء من مطالعته بلغة الأم. للإشارة، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "مالك بن نبي" بمدينة أم البواقي، أصبحت أحد الأقطاب الثقافية في الولاية وملتقى ومنبرا للإبداع.