اليوم هو الأول من العودة الرسمية الإجبارية التي فرضتها وزارة التربية على أساتذة وتلاميذ على أطوار التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي،دون مراعاة أن هذه العودة جاءت عشية عيد الفطر،حيث الكل مشغولا بالمناسبة الدينية ولا يلقي بالا للدراسة والتدريس والعملية التربوية جملا وتفصيلا.. ! هذه العطلة الربيعية التي كان يمكن أن يحسب لها حسابا،فتنتهي مع انتهاء رمضان،دون أن يحدث هناك تمرد عن الادارة وتعليمات الوزارة التي دعت الأسرة التربوية إلى العودة اليوم،مع أن عيد الفطر المبارك على بعد يومين أو ثلاثة على الأكثر..؟ لقد بات راسخا في الأذهان،خاصة بعد ارتفاع نسبة النجاح في شهادة البكالوريا،ليس المهم أن تنجح فقط ولكن يجب أن تكون بمعدلات مرتفعة،خاصة في بكالوريا العلوم..؟ إن كل بناء وتخريب أو تطاحن وتكالب على الكراسي،يرجع في حقيقته إلى التربية والتعليم الذي تلقاه أفراد مجتمعاتنا بداية،فهي الأساس الذي تبنى عليه قواعد الحكم والتداول على السلطة وهي الاسمنت الذي يربط بين أفرادها ويحترم من خلاله كل طرف الطرف الآخر..؟ في كل البلدان وفي مقدمتهم بلادنا الجزائر تولي القيادة السياسية للمنظومة التربوية بشكل عام ومنذ التحضيري والأساسي إلى غاية نهاية الدراسات العليا،العناية الكبرى حيث وفرت المناهج والكوادر والهياكل الأساسية،ودعمت ذلك بما يساوي ربع ميزانية الدولة ذهب جلها في تسديد الأجور،والهدف من كل ذلك هو تخريج أفراد مجتمع متعلمين على أحسن مستوى،لكن تبقى الإشكالية المطروحة تكمن في الفرد نفسه الذي يجب أن يعنى عناية خاصة..! إن الاهتمام بالوضعية الاجتماعية لأستاذ التعليم الابتدائي بصفة استثنائية،من قبل الدولة يعد واجبا وطنيا تجاههم،خاصة في تلك الظروف القاسية التي يعانون منها في البوادي والأرياف حيث صعوبة الحياة،وقد نفذ منها الكثير لصالح هؤلاء الذين يعول عليهم في إرساء القواعد الأساسية للمنظومة التربوية التي كان لها الكلمة العليا..؟ وقد تجلى ذلك في النتيجة على جميع المستويات،خاصة نتائج البكالوريا وفي بقية الشهادات الرسمية الأخرى وفي المستوى العلمي..؟!