اليوم 16 أفريل،وهو يوم العلم وهي المناسبة التي نحي فيها كرى وفاة باعث النهضة الوطنية،لكن ربما يكون من الأفضل أن نحتفل بميلاد العلامة بن باديس،بدلا من إحياء ذكرى يوم وفاته،الذي يذكرنا بنكبة الجزائر والأمة فيه رغم أن البعض ينتقد بعض آراءه ومواقفه والتي هي في الغالب اجتهادات قد تصيب وقد تخطيء فهو في الأخير ليس معصوما وما قاله وكتبه يمكن أن يرد عليه..؟ لقد غاب عنا فجأة ودون سابق إنذار إثر مرض مفاجيء ألم به و بين ليلة وأخرى سلم روحه الطاهرة إلى بارئها ،تاركا الشعب الجزائر الذي فتح له أيام الاستعمار والفقر والقهر والجهل نافذة أمل لكي يستعيد الثقة في نفسها وفي كيانه استعدادا لليوم الأغر الذي سوف يفجر فيه الشعب الجزائري ثورته المباركة التي لقنت فرنسا وأذنابها داخل الجزائر وخارجها من الحلف الأطلسي وأتباعه مرارة الهزيمة والعار،على أيدي مجاهدين مؤمنين بوحدة الشعب والوطن..؟ الشيخ بن باديس الإمام المجدد وباعث النهضة الحديثة في الجزائر،كانت أمنيه التي وهب حياته من أجلها أن يرى يوما ما الشعب الجزائري وقد استعاد حريته وكرامته ووطنه،ونهل من ينابيع العلم والدين كسائر الشعوب النامية والمتقدمة،ولكن الموت لم يمهله وعاجله،فأكمل منهجه وترأس جمعيته من بعده إخوان له ساروا على نفس الطريق والمبدأ "الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا"!.. لقد كانت جملة جامعة مانعة،عاش لأجلها الشيخ والتي عززها بأفعاله وبقوله:"إنني لست لنفسي وإنما أنا للأمة،أعلم أبناءها وأجاهد في سبيل دينها ولغتها،إنني أعاهدكم على أنني أقضي بياضي على العربية والإسلام كما قضيت سوادي عليهما،وإني سأقصر حياتي على الإسلام والقرآن،هذا عهدي لكم،وأطلب منكم شيئا واحدا،وهو أن تموتوا على الإسلام والقرآن ولغة الإسلام والقرآن"..؟ الجيل المعاصر من طلابنا الذي يبدو أنهم تنكروا للعلم و استسلموا للشغب وحب اللهو،بحيث أصبح طلب العلم الذي يكاد يكون فرض عين على كل مسلم،كمالية من الكماليات عندهم،وهو ما نراه اليوم و نسمعه..!؟