في ظل تنامي الحاجة المشتركة و الملحة للدول المغاربية، لمواجهة التطورات الجيو-استراتيجيه الحاصلة على الصعيدين الدولي و الإقليمي وفي مقدمتها أهمية التكتل وتحقيق التكامل الاقتصادي. الفرصة، اليوم، كبيرة ومتاحة لإعادة تفعيل التعاون والتكامل والتنسيق بين دول المغرب العربي. ويأتي تصريح رئيس الجمهورية لوسائل الإعلام بمطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية، عقب استقباله من قبل نظيره التونسي، السيد قيس سعيد: "قلوبنا دائما مع الشعب التونسي ومع أخي الرئيس قيس سعيد"، مضيفا أن "تونس لن تسقط ودائما واقفة، والله يحميها". ليعزز هذا الإتجاه ويعطيه دفعة قوية تقف أمام كل التحديات وتتجاوز كل العقبات و بدوره، جدد الرئيس قيس سعيد ترحيبه برئيس الجمهورية، مشيدا بالوقوف الدائم للجزائر إلى جانب بلاده. وأضاف قائلا: "الله يحمي تونسوالجزائر وينصر الحق". للإشارة، فقد حل رئيس الجمهورية في وقت سابق من نهار اليوم بتونس للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأول بين قادة كل من الجزائروتونس وليبيا، وذلك بدعوة من أخيه رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة. و في السياق اعتبر عبد الوهاب بن خليف ،خبير في القضايا المغاربية بأن فكرة إعادة بعث مشروع الإتحاد بين دول المغرب العربي صارت اليوم ضرورة ملحة شعبيا و سياسيا بالنظر إلى التحديات الجيو-سياسية والاقتصادية والأمنية التي تشهدها المنطقة و التطورات التي يعرفها العالم و خاصة منذ بداية الحرب في أوكرانيا و منطقة الشرق الأوسط و الحرب على غزة. وقال بن خليف ، يوم أمس، : إن المنطقة المغاربية تعرف تأخرا في بناء تكتل سياسي واقتصادي وصناعي تكاملي بين دوله أسوة بما هو معمول به في مجلس التعاون الخليجي والإتحاد الأوروبي و ذلك على الرغم من" تضافر كل العوامل المشتركة التي تقود إلى تحقيق هذا المشروع الذي حلمت به مختلف الأجيال والنخب السياسية والثقافية المتعاقبة منذ فترة الكفاح من أجل استرجاع الحرية والاستقلال منذ مطلع القرن العشرين.". وقال إنه استبشر خيرا بمبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالعودة إلى مجال التنسيق و التشاور عبر لقاء قمة ثلاثية تجمع رؤساء كل من الجزائروتونس و ليبيا و هو ما يعكس إرادة صلبة لإعادة إحياء مسار البناء المغاربي المشترك والذي ظل يراوح مكانه منذ أكثر من عقدين ." وأضاف قائلا،" من الضروري العمل على إعادة بعث هذا المشروع التكاملي الطموح خاصة وأن دول المنطقة لها مقومات مشتركة لا نجدها في مناطق أخرى من المنطقة العربية والأوربية وغيرها من مناطق العالم وذلك بحكم موقعها الجيو-استراتيجي بين قارتي أوروبا وإفريقيا وتوفرها على مقومات وموارد وثروات طبيعية وبشرية معتبرة ومتنوعة." ب.سمير