أحيت ولاية سوق أهراس يوم الخميس الفارط الذكرى 66 لمعركة واد الشوك التي تصادف 26 من أفريل، بحضور السلطات المحلية والثورية، حيث توجه الوفد إلى روضة الشهداء بعاصمة الولاية والاستماع إلى النشيد الوطني ووضع إكليل من الزهور بعد قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، وزيارة المتحف الذي يضم عدة أثار للثورة المجيدة. ثم التوجه إلى بلدية الزعرورية لزيارة مكان وقوع المعركة، وبالمناسبة أشرف الوفد على إعطاء إشارة انطلاق أشغال مشروع الربط بالغاز الطبيعي لفائدة 380 سكنا عبر مشاتي كل من وادي الشوك وعين الزيتون وختالة والغارة ببلدية الزعرورية. واستنادا للشروح المقدمة من طرف مدير توزيع الكهرباء والغاز عبود برهان الدين خنفر فإن هذا المشروع يندرج في إطار البرنامج القطاعي الخاص بمناطق الظل وذلك بغلاف مالي بقيمة 271 مليون دح ومد شكة توزيع ب66 كلم في آجال إنجاز ب10 أشهر. كما تتبع الحضور بمنطقة وادي الشوك مناورة افتراضية للتدخل في حادث انحراف قطار نظمتها كل من اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري ومؤسسة النقل بالسكك الحديدية ومصالح الحماية المدنية. وقد اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين حمزة عوفي، بأن معركة سوق أهراس الكبرى التي وقعت ذات ال26 أبريل من سنة 1958 "نموذجا لتلاحم الشعب الجزائري ووحدته لمقاومة المحتل الفرنسي". وأوضح عوفي في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء هذه الذكرى بحضور سلطات الولاية المدنية والعسكرية وعدد من المجاهدين وأبناء الشهداء ب"طبة الخرشف" ببلدية الزعرورية بأن هذه المعركة عرفت مشاركة مجاهدين من مختلف ربوع الوطن ما يبرز -كما أوضح- الوحدة الوطنية التي لا تزال لوحة النصب التذكاري الحاملة لأسماء شهداء هذه المعركة شاهدة على وحدة الشعب الجزائري. دعا ذات المتدخل الشباب والجيل الصاعد أن يبقى وفيا وفي تواصل بذاكرته لاستحضار حجم التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد لاسترجاع الحرية. من جهته، أشار أستاذ التاريخ بجامعة "محمد الشريف مساعدية" لسوق أهراس جمال ورتي بأن هذه المعركة التي استمرت أسبوعا كاملا جرت انطلاقا من منطقة "ويلان" بالقرب من سوق أهراس لتتوسع إلى أعالي "حمام النبايل" بولاية قالمة. وأوضح بأن هذه المعركة سقط خلالها 639 شهيدا من مختلف مناطق البلاد وقتل خلالها مالا يقل عن 300 من جنود الاستعمار وجرح 700 آخر في معركة التي تعد من أعنف وأشرس معاركة الثورة الجزائريةالكبرى. ودعا ذات الأستاذ كل من ساهم في صناعة الثورة أو يملك معلومات أن يقدمها للباحثين لتكون مادة موثقة للأجيال القادمة، مضيفا أن اختيار زمان ومكان المعركة لم يكن من طرف جيش التحرير الوطني بل من طرف المستعمر وهو ما جعل عنصر المباغتة لصالح الاستعمار الفرنسي ما كبد جيش التحرير خسائر فادحة. أوضح الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين العربي أوذاينية،بأن هذه المعركة امتزجت فيها دماء واختلطت فيها أشلاء أبناء الجزائر من كل أرجاء البلاد شرقا وغربا – شمالا وجنوبا عربا وقبائلا وتوارق وشاوية وبني مزاب وهو ما يؤهلها لأن تكون رمزا للوحدة الوطنية وشعارا للتلاحم الثوري. وأشار الأستاذ جبار جبارإلى أن معركة سوق أهراس الكبرى ملحمة وطنية بكل المقاييس في تاريخ القاعدة الشرقية وحرب التحرير المظفرة وواحدة من المعارك الكبرى والأحداث الحاسمة في مسار ثورة التحرير الجزائرية.