أشرف الأمين العام لولاية سوق أهراس، على افتتاح فعاليات الأيام الوطنية للفنون التشكيلية برواق محمد بوثليجة بعاصمة الولاية، وسط حضور لافت لفنانين ووجوه فنية قدمت من عدة ولايات، حيث طغى طابع الحروفية والرمزية على تظاهرة الأيام الوطنية للفنون الجميلة. ويمكن للمتمعن في اللوحات المعروضة ضمن هذه التظاهر ة التي تستغرق 3 أيام متتالية برواق الفنون بحي 1700 سكن بعاصمة الولاية والتي بادرت إلى تنظيمها مديرية الثقافة بمشاركة 50 تشكيليا قدموا من 36 ولاية من مختلف جهات الوطن، ويلاحظ من خلال الشروحات المقدمة، أن اللوحات تعبر عن مدراس فنية متنوعة على غرار الواقعية والتكعيبية والتعبيرية. ومن ضمن اللوحات التي شدت انتباه زائري هذه التظاهرة 4 لوحات للفنان نور الدين كور من وهران وهي حروفية تبرز معالم هذه المدرسة التي تتكون –حسبه- من مجموعة من العناصر أهمها الحرف العربي الذي يظهر بقوة وكذا اللون الذي يمكن من خلاله التفريق بين الكلاسيكية والحروفية فضلا عن التركيب الذي يعتبر من أهم العناصر. بدوره عرض الفنان التشكيلي الخطاط سعيد جاب الله من الجزائر العاصمة عدة لوحات تمثل زخارف إسلامية والخط العربي ومنها زخارف قام بتصميمها على مستوى الجامع الكبير بالجزائر ومطار "هواري بومدين" الدولي وهي اللوحات المرصعة بالذهب الخالص. أما الفنان محمد بوثليجة (سوق أهراس) فأستلهم أعماله من مختلف الثقافات والحضارات التي تعاقبت على أرض الجزائر وذلك من خلال زخارف إسلامية وأمازيغية ورمزية وحروفية في شكل معاصر، معتبرا بأن هذه الأيام الوطنية من شأنها أن تعيد بعث الوطني والدولي للفنون التشكيلية لترقى إلى مهرجان وطني أو مغاربي، لاسيما وأن سوق أهراس احتضنته خلال ثمانينيات القرن الماضي. من جهته، عرض الفنان حسن بوساحة من ولاية سوق أهراسلوحته تحت عنوان "تينهينان" التي استوحاها من زيارته خلال تسعينيات القرن الماضي إلى الجنوب الجزائر وهي لوحة تبرزواحدة من الأساطير التي كانت تدور حول التواجد التاريخي لهذه المرأة البطلة التي كانت تقود أبناء عشائرها في الحروب الطاحنة التي قادتها والتي تم ترجمتها على جدران المغاور بمنطقة الهقار. وفي كلمة موجزة أوضح مدير الثقافة يوسف بريحي بأن هذه التظاهرة تمثل عرسا وطنيا بالألوان من خلال المشاركة الواسعة للفنانين التشكيليين الذين لهم باع كبير في هذا الفن، مشيرا إلى أن العمل جاري حاليا من أجل إعادة بعث المهرجان الوطني للفنون التشكيلية. وعبر الفنانون المشاركون في هذه الأيام عن تفاؤلهم الكبير بمستقبل حركة الفن التشكيلي في الجزائر واصفينها ب"الواعدة" وذلك بفضل الإمكانيات الهائلة المسخرة من طرف الوزارة الوصية وسلطات الولاية لضمان إقلاع الفعل التشكيلي بهذه المنطقة وتطوير القدرات الإبداعية الكامنة في الشباب سليل الراحل محمد إيسياخم والفقيدة باية محيي الدين والراحل عبد الكريم ميوح من سوق أهراس.